الحاجة سلمى سعيد : مُسنّة تهامية سلبها الحوثيون حياة نجليها ( حكاية وجع )

الأنباء أونلاين – المخاء- وليد الجبر

في السهل التهامي حيث جمال الطبيعة وبساطة الإنسان، تعيش الحاجة سلمى سعيد ماتبقى من أيام حياتها والقهر والوجع والحرمان لايفارقها في كل يوم وفي كل لحظة بعد أن سلبها الحوثيين أثنين من أولادها بألغامهم التي نشروها في السهل والجبل والبر والبحر وكل ما تدب في الحياة أملاً في إيقافها

وتختزل في تفاصيل قصتها المؤلمة حجم الظلم والقهر والألم الذي أوصلته المليشيات الحوثية إلى كل محافظة من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ووزعته على كل المناطق والقرى والعزل وأدخلته إلى كل بيت وأسرة وأذاقت من كأسها النساء قبل الرجال ولم يسلم من جرائمها الشيوخ والأطفال.

فقدت الحجة  سلمى سعيد  وهم من أبناء منطقة الرويس التابعة إدارياً مديرية بالمخاء  في الساحل الغربي – أثنين من أولادها بفعل إنفجار لغم بحري زرعته مليشيات الموت والدمار في قاربهم اثناء ما كانوا في رحلة صيد بحثاً عن مصدر رزقهم

كان الاهالي يعيشون هنا حياتهم المتواضعة بهدوء وسلام وألفة والمحبة تفوح شذاها برائحة حقول الفل مندمجة مع هدوء البحر، ودفء المكان، قبل أن تغزوا المليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران وجحافلها سهلهم التهامي فتحوله كباقي مناطق اليمن الخاضعة لسيطرتها  إلى مسرحاً للجرائم والانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الكهنوتية بحق اليمنيين بشكل يومي.

فتغدوا ملامح الخوف والرعب ومواكب الاحزن مشاهد مألوفة في حياة اليمنيين وترتسم الدموع وحزن مرتسمان في ملامح الأطفال وتتجسدان في تجاعيد الكبار.

دموع وابتهالات الحجة “سلمى سعيد تصف مالم تستطيع الحروف، والكلمات أن تعبر عنه، وتنقل صورة واضحة وجلية عن حجم المأساة التي سببتها مليشات الحوثي الإجرامية بحق هذه المرأة كنموذج لضحايا كثر في اماكن متفرقة من البلاد

تشكي الحجه ‘سلمى سعيد’ وضعها بحزن عميق أنهك جسدها الضعيف، وبصوت أم مكلومة بالألم : أخذوا مني كل شيء وتركوني أعيش في عذاب ” ثم ترفع يدها للسماء تشكو إلى الله حالها، تدعوا على من تسبب بأخذ منها نجليها، وتركها عاجزة تتكبد مرارة العيش، وقسوة الحرمان.

تقول الحجة سلمى “حزني على فقداني لأولادي يتجدد في كل لحظة أنظر فيها إلى عيون أطفالهم، وقد أصبحوا بفعل ألغام الحوثيين أيتام بلا معيل أو معين.

مآسي بالجملة خلفتها مليشيات الحوثي في كل بيت بالساحل بحق الأبرياء الذين عاشو طيلة حياتهم بعيداً عن ثقافة التسلح والإقتتال وما قصة الحجه ‘سلمى سعيد’ الا واحدة من مئات القصص المأساوية التي خلفتها ألغام الحوثيين المزروعة برا وبحراً.

يكشف ضحايا الألغام كيف أمعن الحوثيين في قتل اليمنيين والتنكيل بهم بعد أن زرعوا ملايين الألغام والمقذوفات والمتفجرات بأنواعها وأشكالها المختلفة في المدن والأرياف وفي الطرق والتجمعات السكنية والمزارع والمدارس ولم تستثني قرية أو منطقة مرت منها جحافل مليشياتها الإرهابية دون أن تزرع لغم هنا وقذيفة هناك مستخدمين طرقاً محرمة دولياً في زراعتها وأساليب قذرة في طريقة إخفائها .

دون أن تعمل حساب لأرواح الضحايا من النساء والأطفال المدنيين العُزل، وحجم الخطر الذي سيخلفة هذا السلاح الخبيث لعشرات السنوات ، فالألغام لا ينتهي مفعولها بمرور السنين، وتظل قنابل موقوتة تنفجر بمجرد المرور عليها .

فشردت الالاف الاسر ودمرت مئات الالاف من البيوت ورُملت  بسببهن الكثير من النساء وفقد العديد من الأطفال آبائهم وفختت البلاد فخخت بملايين الألغام، والعبوات الناسفة وأصبح هذا حال اليمن واليمنيين بعد إنقلاب المليشيات على الدولة وإعلانها حربا شاملة  على ملايين اليمنيين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى