للمرة الأولى باليمن .. ظهور فيروس “غرب النيل” في تعز (تعرف عليه)

الانباء اونلاين ــ الأناضول
أكد مسؤول طبي في محافظة تعز ، اليوم السبت، بظهور فيروس “غرب النيل” في أوساط بعض سكان المحافظة الأكثر اكتظاظا في البلاد، التي تشهد حربا منذ نحو 5 أعوام.
وقال المسؤول بوزارة الصحة في تصريح للأناضول، مفضلًا عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث للإعلام، إن الفيروس ظهر مؤخرا في عدة مناطق بمحافظة تعز، مشيرا أن هذا الظهور يعد للمرة الأولى في اليمن بشكل عام.
وقال إنه “تم التأكد من وجود عدد من المصابين بالمرض، أثناء تلقيهم العلاج في مراكز صحية بمدينة تعز، غير أنه لا توجد حتى الآن إحصائية محددة حول عدد المصابين”.
ولفت إلى أن “مكتب الصحة بالمحافظة قام بحملة رش ضبابي لمكافحة البعوض في مختلف أحياء المدينة، في إطار الإجراءات التي ستحد من انتشار الفيروس”.
ويأتي ظهور الفيروس، في ظل استمرار انتشار وباء “حمى الضنك” في تعز، الذي أدى إلى وفاة 10 أشخاص، مع تسجيل 10 آلاف حالة يشتبه إصابتها بالوباء منذ بداية 2019، بحسب المصدر.
ووفق منظمة الصحة العالمية، ينتقل فيروس “غرب النيل” إلى البشر عن طريق لدغات البعوض الحامل للعدوى، ويمكن أن يتسبّب في الإصابة بمرض عصبي.
غير أنه لا تظهر أي أعراض على نحو 80 بالمئة من المصابين بالعدوى، فيما يصاب البعض بالحمى والصداع والتعب والأوجاع الجسدية والغثيان والتقيؤ والطفح الجلدي في بعض الأحيان، وتورم الغدد اللمفاوية.
ويعاني القطاع الصحي في اليمن، تدهورا حادا جراء الصراع المتفاقم، الذي أدى إلى تفشي الأوبئة والأمراض وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية.
خلفية
فيروس غرب النيل (WNV) هو فيروس منقول بالمفصليات حيواني المنشأ ينقله البعوض وينتمي إلى جنس الفيروس المصفر (Flavivirus) ضمن فصيلة الفيروسات المصفرة. ويوجد هذا الفيروس المصفر في المناطق المعتدلة والاستوائية من العالم.
وقد تم اكتشافه لأول مرة في منطقة غرب النيل الفرعية في دولة أوغندا فيشرق أفريقيا عام 1937.
وقبل منتصف التسعينيات من القرن العشرين، ظهر مرض فيروس غرب النيل بشكل متقطع فقط، وكان يشكل خطورة بسيطة على البشر، إلى أن تفشى في الجزائر عام 1994 مع وقوع حالات إصابة بالتهاب الدماغ الناتج عن فيروس غرب النيل، وكان أول تفشي كبير للمرض في رومانيا في عام 1996 مع إصابة عدد كبير من الحالات بـمرض غزوي العصب.
وقد انتشر فيروس غرب النيل الآن على مستوى العالم، حيث تم اكتشاف أول حالة في نصف الأرض الغربي في مدينة نيويورك في عام 1999
وعلى مدار السنوات الخمس التالية لذلك، انتشر الفيروس عبرالولايات الأمريكية ال48 المتجاورة، وشمالاً إلى كندا ونحو الجنوب إلى جزر الكاريبي وأمريكا اللاتينية.
كما انتشر فيروس غرب النيل فيأوروبا فيما وراء حوض البحر الأبيض المتوسط تم اكتشاف سلالة جديدة من الفيروس مؤخرًا في عام 2012 في إيطاليا
ويعتبر فيروس غرب النيل الآن مرض متوطن في إفريقيا وآسيا وأسترالياوالشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة، التي تعرضت في عام 2012 لواحد من أسوأ الأوبئة.
إن الطريقة الرئيسية التي ينتقل بها فيروس غرب النيل هي عبرالأنواع المختلفة من البعوضيات التي تعد الناقل الرئيسي له، كما أنالطيور هي أكثر الحيوانات إصابةً بهذا الفيروس وتعمل كـمضيف مستودع له – خاصة العصفوريات التي تنتمي لأكبر رتبة من الطيور وهي (العصفوريات أو الجواثم).
وقد تم اكتشاف فيروس غرب النيل في العديد من أنواع القراد، إلا أن الأبحاث الحالية تشير إلى أنها ليست نواقل مهمة للفيروس.
علاوة على ذلك، يصيب فيروس غرب النيل العديد من أنواع الثدييات، بما في ذلك الإنسان، كما تم اكتشافه لدى أنواع من الزواحف من بينها تماسيح القاطور والتماسيح، وأيضًا في البرمائيات.
يُذكر أنه ليس بمقدور جميع أنواع الحيوانات التي تكون عُرضة للإصابة بفيروس غرب النيل – بما في ذلك الإنسان – ولا جميع أنواع الطيور أن توفر المستويات الفيروسية الكافية لنقل المرض إلى البعوضيات غير المصابة، ومن ثم لا تعتبر من العوامل الرئيسية في نقل فيروس غرب النيل.
إن نسبة 80% تقريبًا من الإصابات بفيروس غرب النيل لدى الإنسان دون سريرية لا تسبب أعراضًا
أما بالنسبة للحالات التي تظهر عليها أعراض – والتي يُطلق عليها مصطلح حمى غرب النيل في الحالات التي لا تصاب بمرض عصبي – عادةً ما تتراوح المدة بين الإصابة وظهور الأعراض (فترة الحضانة) بين 2 و15 يومًا.
ومن بين الأعراض الحمى والصداع والإعياء والألم العضلي أو الآلام والتوعكوالغثيان وفقدان الشهية والتقيؤ والطفح الجلدي. أقل من 1% من هذه الحالات خطيرة وتتسبب في الإصابة بمرض عصبي عندما تؤثر على الجهاز العصبي المركزي.
والأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بهذا الفيروس فهم كبار السن والأطفال الصغار والأشخاص الذين لديهم تثبيط مناعي، سواء محفز طبيًا مثلما يحدث مع الأشخاص الذين يتناولون أدوية كبت المناعة، أو نتيجة حالة مرضية موجودة من قبل مثل الإصابة بمتلازمة العوز المناعي المكتسب (HIV).
من بين الأمراض العصبية المحددة التي قد تتم الإصابة بها التهاب الدماغالناتج عن فيروس غرب النيل الذي يسبب التهاب الدماغ والتهاب السحايا الناتج عن فيروس غرب النيل الذي يسبب التهاب السحاياوهي الأغشية الواقية التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي، والتهاب السحايا والدماغ الناتج عن فيروس غرب النيل والذي يسبب التهاب الدماغ والسحايا المحيطة به، وشلل الأطفال الناتج عن فيروس غروب النيل، والتهاب النخاع الشوكي الذي يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة مماثلة لـشلل الأطفال والتي قد تسبب الشلل الرخو الحاد.
لا يتوفر حاليًا أي لقاح مضاد للإصابة بفيروس غرب النيل. وتعد أفضل طريقة لخفض معدلات الإصابة بفيروس غرب النيل هي مكافحة البعوض من جانب البلديات والشركات والمواطنين الأفراد لتقليل أعداد البعوض المتكاثرة في الأماكن العامة والتجارية والخاصة عبر وسائل متعددة تتضمن التخلص من برك الماء الراكد حيث يتربى البعوض ويتكاثر مثل تلك الموجودة في الإطارات الهوائية القديمة والدلاء والمسابح غير المستخدمة، وما إلى ذلك.
وعلى مستوى الفرد، فإن أفضل سبل الحماية تتوفر من خلال اتباع التدابير الوقائية الشخصية لتجنب التعرض للسع من قبل البعوض المصاب، وعبر استخدام طارد البعوض وأغطية النوافذ، وتجنب التواجد في المناطق التي يُرجح أن يحتشد فيها البعوض مثل الأماكن القريبة من المستنقعات والأماكن ذات الغطاء النباتي الكثيف وما إلى ذلك، وتوخي الحذر خلال الفترة من الغسق إلى الفجر حيث يكون البعوض في أنشط حالاته.
وفي حالة التعرض للسع من قبل بعوضة مصابة، فإن معرفة العامة غير المتخصصين والأطباء والعاملين في المهن الصحية المساعدة بأعراض الإصابة بفيروس غرب النيل تتيح أفضل الفرص لتلقي العلاج الطبي في الوقت المناسب مما يساعد في تقليل المضاعفات المحتملة التي قد تصاحب المرض، فضلاً عن الرعاية التسكينية المخففة للآلام.