صهاريج اليمن التأريخية… 3000 عام من الحضارة تعاني الإهمال

تقف صهاريج محافظة عدن اليمنية أمام اختبار 3000 عام من الزمن،  فهي تعاني الآن الإهمال، بسبب الحرب التي تشهدها اليمن فأصبحت عرضة للنفايات، وتخريب الجدران.

ويثير هذا الأمر جزع وحزن الزوار الذين يأتون لرؤية الصهاريج التاريخية، فالكثير من مياهها باتت اليوم متسخة وملوثة فهي مليئة بالقمامة.

وقال محسن عامر وهو زائر لمنطقة الصهاريج في عدن إنه “وجدنا العديد من الخزانات ممتلئة بالنفايات والأوعية البلاستيكية والقمامة، والجدران مغطاة بأسماء الأشخاص”، مشيراً أنه “لم نكن نتوقع ذلك لأن خزانات المياه كانت في حالة أفضل، والآن تدهورت”، مضيفاً أن “هذا هو تراثنا اليمني،  يستحيل أن نراه بهذا المنظر”.

هذا ويتم تجاهل الصهاريج بشكل عام الآن، إلا أنها حظيت بالكثير من الاهتمام في الماضي فهي دليل على المجد والإبداع المعماري اليمني، لكن الإهمال حولها إلى هياكل متداعية.

ويتحدث وديع أمان مدير مركز عدن للتراث عن هذه الصهاريج وتريخها قائلاً: ” عندما نتحدث عن الصهاريج ، نتحدث عن أكثر من 3000 عام من الحضارة، نحن نتحدث عن معجزة هندسية فريدة من نوعها جاءت قبل عصرها”.

مشيراً أن “هذه الصهاريج ليست مجرد نصب تاريخي، فهي مازالت تؤدي وظيفتها حتى اليوم مثل باقي المعالم التاريخية في عدن مثل المنارة وباب عدن”.

مبيناً أن “الصهاريج ليست كما يظن الناس إنها لخزن الماء فقط، فهناك نوعان، الصهاريج و”الصيارف” والصيارف بمعنى الفلاتر”.

لم يتفق المؤرخون وعلماء الآثار على تاريخ بناء صهاريج عدن، لكن البعض أرجعها إلى عصر ملكة سبأ عندما رأت أن مياه الأمطار تُهدر في عدن.

ويعتقد الباحثون أنه كان يوجد حوالي 55 صهريجا في الأصل، ولكن 18 منها فقط موجودة اليوم، بعضها دُمر أو دُفن تحت الأرض.

في هذا الصدد قال مدير عام صهاريج عدن خالد الرباطي إنه ” لقد مرت الخزانات بعدة مراحل، تقول المصادر أن ملكة سبأ جاءت إلى عدن في زيارة، وعندما رأت أنه لم يتم الاستفادة من مياه الأمطار ، فقد أمرت ببناء هذه السدود”.

وأضاف الرباطي أنه “يمكننا أن نقول إن هذا الإهمال ناجم عن الحرب لأن التجار بدأوا في دخول أماكن الصهاريج لبناء المنازل بشكل عشوائي، إنه خطأ وهذه منطقة ذات سيادة يجب الحفاظ عليها ورعايتها”.

وبسبب الحرب التي تشهدها اليمن عانت البلاد من تراجع في أغلب مرافق الحياة، لاسيما تدهور الصهاريج في السنوات الماضية، ووسط أزماته الإنسانية، تضررت مواقع تاريخية وثقافية كثيرة في هذه الأرض التي كانت تسمى باليمن السعيد.

زر الذهاب إلى الأعلى