صراع قوي وغير مسبوق بين أجنحة الحكومة الشرعية ( تقرير)
تصريحات نارية واتهامات متبادلة

الأنباء اونلاين – وفاء محمد
توالت التصريحات النارية والتصريحات المضادة بين مسؤولي الحكومة الشرعية وازدات حدة الاتهامات المتبادلة بين رئيس الوزراء ووزراء في حكومته او من ينوب عنهم خلال اليومين الماضيين ، كاشفة عن وجود صرع قوي بين جناحين في الحكومة الشرعية أحدهما يمثله نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس ،احمد الميسري ومعه وزير النقل صالح الجبواني ومسؤولين اخرين في الحكومة الشرعية والآخر يمثله رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك ومعه اغلب وزراء حكومته .
بداية الصراع وأسبابه
بدأ صراع النفوذ بين جناجي الحكومة الشرعية منذ وقت مبكر كنتيجة حتمية لاختلاف مشروعين داخل الحكومة الشرعية مع محاولة كل طرف فرض مشروعه على الاخر تحت مظلة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً مما أثر سلباً على أداء الحكومة وتسبب بإضعافها على مختلف الأصعدة .
وازدادت ضراوة هذا الصراع بعد توقيع الحكومة الشرعية مع المجلس الانتقالي الجنوبي اتفاق الرياض مطلع شهر نوفمبر الماضي، الامر الذي انقسمت حوله الحكومة بين مؤيد لتوقيعه مع التحفظ على بعض بنوده واخر ورافض له جملة وتفصيلا كونه اعتراف بمليشيات الانتقالي التي تمردت على الحكومة الشرعية وشرعنه لانقلابها الاخير عليها في عدن .
تصريحات كاذبة
ليتحول الصراع بينهما الذي ظل خفياً لعدة أشهر الى صراع علني بعد التصريحات الاخيرة التي أدلى بها رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك لقناة العربية تحدث فيه عن وجود وفر في الخزينة العامة من مرتبات منتسبي وزارة الداخلية.
ففي 5 يناير الحالي تحدث رئيس الوزراء معين عبد الملك أن الوفر الذي تم رفده إلى الخزينة العامة من مرتبات منتسبي الوحدات الأمنية لشهر واحد بعد أن تم تحويله عبر التحويلات المالية والبنكية بلغ مليار و300 مليون ريال يمني بحسب تصريحه.
وهو ماسارع نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية احمد الميسري على لسان الإدارة العامة للشؤون المالية بوزارة الداخلية وعبر الموقع الرسمي للوزارة الى نفي تلك التصريحات جملة وتفصيلا
ووصف ماسماها مزاعم رئيس الحكومة حول وجود ” الوفر” بأنها تصريحات كاذبة لا اساس لها من الصحة
ونشرت الإدارة العامة للشؤون المالية بوزارة الداخلية في بيانها أمس الاثنين ارقام واحصائيات قالت أنها تفند ماجاء في حديث رئيس الوزراء وتوضح بجملة من الحقائق والأدلة ما يؤكد زيف ما ذهب اليه معتبرة ماورد في ثنايا حديث رئيس الحكومة لقناة العربية بأنه أمر غير مقبول ولا مسؤول.
وقالت وزارة الداخلية في بيانها عطفا على تصريحات رئيس الحكومة أن المبلغ المفترض توريده إلى الصندوق لشهر أغسطس 2019م بحسب الآتي: – (581.014.000) مرتبات قوة الوحدات الأمنية النازحة و الواصلين المقيدين خارج الربط. – (449.700.000) مرتبات المجندين الجدد المعززة مرتباتهم ولم تستكمل إجراءات ترقيمهم. – (397.955.000) مرتبات توقيفات البصمة والملحق و الرديات المرتجعة للديوان من ضباط وأفراد الوحدات الأمنية. مشيرة إلى أن هذه المرتبات تصرف بكشوفات لقوة الوحدات والمجندين وأن التوقيفات تأتي من الصندوق مباشرة بحسب ماهو مبين .
ولفتت إلى أن ما يتبقى من هذه المبالغ تقوم الوزارة بتسخيره لمواجهة تنفيذ خطة المشاريع والترميمات وإعادة جاهزية الوحدات الأمنية .
مؤكدة أن القوام المنزل لشهر أغسطس 2019م على بنك الكريمي لقوة الوحدات وديوان الوزارة فقط العدد (117.951 )ضابط و فرد بمبلغ (9.019.865.000) ريال فيما المبلغ المتبقي المفترض أن يورد لعدد (21.364)ضابط وفرد بمبلغ (1.428.696.000)ريال يخص بحسب ما هو مبين أعلاه. وأكدت أن وزارة الداخلية تعد من أهم الوزارات والمؤسسات الأمنية السيادية للدولة التي ترتكز عليها الدولة والتي لا يحق التدخل بإدارة وتصريف شؤونها الداخلية.
وناشدت الإدارة العامة للشؤون المالية بوزارة الداخلية الوزير الميسري بالتدخل العاجل لدى رئيس الجمهورية لوقف لما يقوم به رئيس الحكومة معين عبدالملك ونائب محافظ البنك شكيب حبيشي من عرقلة صرف مرتبات الأمن في المحافظات المحررة.
إنقلاب حكومي
واخذ صراع الاجنحة داخل الحكومة الشرعية منحى آخر بعد التصريحات التي ادلى بها وزير النقل صالح الجبواني اتهم فيها رئيس حكومته بالانقلاب على الرئيس هادي في عدن
وقال الوزير الجبواني في تغريدة نشرها على حسابه قبل أربعة أيام : عاد رئيس الوزراء في ١١/١٨ إلى عدن وباقي فيها حتى اليوم بموجب اتفاق الرياض بالرغم من رفض المليشيا تنفيذ هذا الإتفاق حتى هذه اللحظة
معتبرا ذلك بأنه إنقلاب جديد من قبل رئيس الوزراء وداعميه ضد الرئيس هادي بتأسيس غطاء لسلطة الإنقلاب المليشياوي وتنفيذ ما خططت له الإمارات نصاً وروحاً..واختتم وزير النقل تغريدته تلك قائلا : معين ينفذ إنقلاب على الرئيس هادي في عدن هذا ما يجري بالضبط.
https://twitter.com/SAlgabwani/status/1212814665325142017?s=19
ومساء اليوم عاد الوزير الجبواني ليغرد بلهجة شديدة حول مايسميه إنقلاب رئيس الحكومة على الرئيس هادي وهاجمه بشكل غير مسبوق بالقول :لم يكفه تغطية الإنقلاب في عدن والغدر بالرئيس الذي أأتمنه على المسئولية بعد أن قال أنه والإنتقالي في خندق واحد، بل لم يخف تطلعه وطموحه الجامح للسلطة ولو على حساب الوطن.
وأضاف – متحدثا بشكل ضمني عن معين عبد الملك : ركب الشرعية بإنتهازية مفضوحة واليوم يغطي على مشروع تفتيت الوطن.. واختتم الجبواني تغريدته مخاطبا معين عبدالملك قائلا : كثيرون فعلوا ما تفعل ومضوا للمكان المناسب لهم.
https://twitter.com/SAlgabwani/status/1214560099726807040?s=19
وجاء هذا التصعيد في الخطاب بين وزير النقل تجاه رئيس وزرائه بعد نشر وكالة سبأ الرسمية اليوم رداً حكومياً على تصريحات ادلى بها الوزير أمس دعا فيها الى تسليم الموانئ والمطارات اليمنية الى تركيا لإدارتها بموجب اتفاقيات رسمية توقعها الحكومة الشرعية مع السلطات التركية
وكان الوزير الجبواني قد أدلى من مدينة اسطنبول التركية التي يتواجد فيها منذ اكثر من أسبوع في زيارة وصفها بالرسمية بتصريحات أثارت جدلا واسعا بشأن الموانئ والمطارات اليمنية .
وهو مادفع الجناح الذي يمثله رئيس الوزراء في الحكومة الى رفض تلك التصريحات واعتبار أي حديث عن توقيع اتفاقيات في الموانئ والمطارات لا تمثل الحكومة.
ونقلت وكالة سبأ الرسمية عن مصدر حكومي مسؤول اليوم قوله ان التصريحات المتداولة عن ترتيبات لتوقيع اتفاقيات وتحديدا في قطاعات النقل خاصة الموانئ والمطارات وغيرها، تعبر عن وجهة نظر شخصية ولا تمثل الحكومة الحريصة على استكمال الهدف الواضح في استعادة مؤسسات الدولة وانهاء الانقلاب الحوثي المدعوم ايرانيا للانطلاق نحو البناء والتنمية واعادة الاعمار.
واعتبر المصدر ان تصريحات بعض اعضاء الحكومة في هذا الجانب خلال زيارات شخصية يقومون بها لدول شقيقة وصديقة، غير مسؤولة ولم يتم الرجوع فيها إلى دولة رئيس الوزراء وفخامة رئيس الجمهورية.
مؤكدا حرص اليمن على بناء علاقات طيبة مع الدول الشقيقة والصديقة تقوم على العمل المؤسسي وفي اطار التشريعات والقوانين النافذة وليس إبرام اتفاقات بشكل شخصي.
وجدد المصدر، التزام الحكومة وجميع اعضائها برؤية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، في التعاون والتنسيق الخارجي وبناء الشراكات التنموية وفقا للمصالح الاستراتيجية العليا لليمن وشعبها