أنظمة المياه بالطاقة الشمسية توفر المياه الصالحة للشرب لأكثر من 22,000 يمني
عدن – خليل المليكي
تقوم المنظمة الدولية للهجرة (IOM) ببناء وإصلاح شبكات المياه في جميع أنحاء اليمن، باستخدام الطاقة الشمسية لتوفير الوصول المستدام للمياه النظيفة في المجتمعات التي تمر بحالة ضعف. وقد أنهت المنظمة الدولية للهجرة في أوائل يوليو العمل في خمسة مواقع مياه بمحافظة لحج، ليستفيد أكثر من 22,000 شخص من المياه النظيفة، ويأتي ذلك في إطار الشراكة مع مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
حتى قبل اندلاع الصراع في اليمن عام 2015م، كان الناس في لحج يكافحون للعثور على ما يكفي من المياه لتلبية احتياجاتهم اليومية. وبسبب آثار الصراع التي أدت إلى انهيار الخدمات العامة في جميع أنحاء البلاد، تفاقمت مشكلة المياه بسبب الأضرار المادية التي لحقت بالبنية التحتية، وعدم كفاية التمويل لتشغيل مضخات المياه، وعدم صيانة مواقع المياه. ومع تعرض اليمن لموجة شديدة من الكوليرا والآن فيروس كورونا المستجد، يمكن أن يكون الافتقار إلى المياه النظيفة مميتاً.
ففي تبن، منطقة ريفية ذات مناخ جاف، قامت المنظمة الدولية للهجرة ببناء برج خزان مياه بسعة 25,000 متر مكعب في موقع مياه الجردوف. ويتصل الخزان بشبكة طولها 2,100 متر مرتبطة بنقاط المياه التي يمكن للمجتمع المحلي الوصول إليها بسهولة. وقبل تدخل المنظمة الدولية للهجرة، كان على بعض سكان تبن المشي مسافة كيلومترين لجلب المياه من مصدر ملوث.
قال أحمد بلعيد، منسق المنظمة الدولية للهجرة في لحج: “كان بعض سكان تبن يشربون من بركة ملوثة لأن هذا كل ما يمكنهم الوصول إليه، مما كان يعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة عبر المياه”.
كما قامت المنظمة الدولية للهجرة – في مديرية تبن أيضاً – بإصلاح خزان مياه متضرر، والذي يوفر الآن المياه لـما يقارب 4500 شخص في منطقة النوبة. بالإضافة إلى ذلك، قامت المنظمة الدولية للهجرة بتركيب نظام مياه يعمل بالطاقة الشمسية لضخ المياه من بئر محلي إلى الخزان الذي تم إصلاحه.
وعلق أحمد عتود، من سكان النوبة، قائلاً: “هناك فرق كبير. كنت أشتري شاحنتي مياه كل أسبوعين بتكلفة 16 ألف ريال يمني، لكني لست بحاجة إلى القيام بذلك بعد الآن”.
وفي الملاح، منطقة أخرى في لحج، كان الخزان القديم في موقع مياه الغشة لا يمكن إصلاحه، لذا قامت المنظمة الدولية للهجرة ببناء خزان جديد يتسع 100 ألف لتر من المياه النظيفة ويرتبط بشبكة المياه المحلية، حيث يزود حوالي 4,500 شخص بالمياه النظيفة مباشرة إلى منازلهم.
أما في مديرية المسيمير، فإن الكثير من المعاناة المتعلقة بالمياه كانت تكمن عملية المكلفة لضخ المياه إلى الخزانات الموضوعة في أماكن مرتفعة لتتدفق المياه بسهولة إلى منازل السكان. قامت المنظمة الدولية للهجرة بتركيب نظام مياه يعمل بالطاقة الشمسية، يتألف من ما يزيد عن 100 لوح شمسي لتشغيل مضخة المياه، مما يضمن حصول حوالي 4,700 شخص في المسيمير على مياه نظيفة تصل إلى منازلهم. وأوضح عمر قاسم، أحد سكان المسيمير،قائلاً: “على مدى 10 سنوات، كنا نبحث عن شخص لمساعدتنا. وفي مرات عديدة، لم نتمكن حتى من العثور على الديزل ناهيك عن تحمل التكلفة”.
وقامت المنظمة الدولية للهجرة أيضاً بتركيب شبكة مياه تعمل بالطاقة الشمسية مع بناء شبكة بطول 1500 متر وخزان بسعة 50 ألف لتر في موقع مياه المجزة ، مما يوفر المياه لأكثر من 7,000 شخص في مديرية المضاربة ورأس العارة.
بالإضافة إلى ذلك، أجرت فرق المياه والصرف الصحي والنظافة – التابعة للمنظمة الدولية للهجرة – زيارات لجميع المواقع الخمسة وأنشأت لجاناً محلية في كل موقع لتشغيل شبكات المياه وصيانتها.
ويعني استخدام الطاقة الشمسية في أعمال المياه التي تنفذها المنظمة الدولية للهجرة أن المجتمعات المحلية يمكنها تشغيل أنظمة المياه دون الاعتماد على الوقود باهظ الثمن، والذي يصعب العثور عليه حالياً ويمكن أن يضر بالبيئة والمناخ على المدى الطويل.