وسيلة تغطية وترويج وهمية للمليشيا.. كيف نواجه الإشاعات الحوثية؟ «تقرير»

الانباء اونلاين – أحمد الحرازي :
ثمة أسباب كثيرة تقف خلف انتشار الشائعات، لا سيما في أوقات الحروب حيث يزداد توسعها في المجتمعات غير المتعلمة، والتي تعد بيئة خصبة لانتشارها، الأمر الذي دفع بمليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً في اليمن إلى الاعتماد عليها، بغية رفع معنويات أتباعها ونشر انتصاراتها الوهمية.
وكثفت مليشيا الحوثي من استخدام هذا السلاح الدعائي، بهدف تضليل الرأي العام، وتغطية فشلها الميداني من خلال نشر الأخبار المفبركة أوساط مقاتليها وسكان المناطق الخاضعة لسيطرتها.
تعتمد الجماعة الحوثية وسائل عديدة لإيصال معلوماتها المزيفة، ولعل أبرزها منصات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك_ تويتر_ الواتساب) عبر أتباعها من الناشطين والصحفيين، الذين يقضون ساعات طويلة على شبكة الإنترنت، وهم يعملون على تضليل الرأي العام بأخبار أنتجت في مطابخ مهزومة تبحث عن الانتصارات عبر الإشاعات.
مواطنون في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي أكدوا بأن المليشيا الحوثية تعتمد في نشر انتصاراتها الوهمية عبر الإذاعات المحلية، التي تستخدمها للترويج لمشروعها، مستهدفة الطبقة الأمية، كونها أكبر شريحة مجتمعية ما تزال تستمع إلى وسائل الإعلام المسموعة (الراديو).
وقال أحد المواطنين في محافظة ذمار- رفض الكشف عن اسمه لدواع أمنية- بأن المليشيات الحوثية روجت أكثر من مرة بأنها تمكنت من اجتياح مأرب، مكثفةً من نشر الإشاعات، مضيفا: دائما نكتشف أن أخبارها كاذبة عندما نتواصل مع أقاربنا في مأرب، ممن يستغربون من أسئلتنا المتكررة حول مصير محافظة مأرب، وهم يعيشون فيها بأمن واستقرار.
عن ذلك يقول الصحفي والمحلل السياسي اليمني رشاد الشرعبي إن أبرز الإشاعات التي تنشرها مليشيا الحوثي للترويج لانتصاراتها الوهمية وصولهم إلي مناطق بصورة كاذبة، وهم لم يصلوها كنجران وجيزان السعودية، مضيفا يخدعون مقاتليهم بأنهم تمكنوا من اجتياح مأرب وغيرها من الجبهات في عدة محافظات، ويقومون بإرسالهم إلى المواقع التي لا تزال تحت سيطرة الشرعية، ويقعون في كمائن محكمة من قبل أبطال الجيش.
وأضاف الشرعبي لـ”26سبتمبر”: أن الحوثيين يحاولون صناعة الجرائم ويلصقوها بالطرف الآخر وهو من ضمن الإشاعات التي يصنعونها بشكل دائم، وهناك الكثير من القضايا التي يرتكبونها أبرزها قضية الباص في صعدة ويتبنونها على أنها مظلومية وأن الطرف الآخر هو من ارتكبها.
وأشار الشرعبي إلى أن وسائل نشر الإشاعات متعددة لدى مليشيا الحوثي كونها تمتلك جهازاً متخصصاً وإعلاماً حربيا، يقوم بمثل هذه الأعمال بشكل كامل، مؤكداً بأن عدداً منهم يتم تدريبهم لدى حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.
وتابع الشرعبي حديثه قائلاً كل الإشاعات التي تصدرها مليشيا الحوثي تصب في مجملها في مجال واحد أولها ضرب الحاضنة الشعبية للجيش والشرعية عموما، بالإضافة إلى التفريق بين المجتمعات وضرب النسيج الاجتماعي، وبث الشكوك وإصابة الطرف الآخر بالإحباط واليأس، وهذا ضمن الحرب النفسية.
وقال الصحفي عدنان هاشم إن الحوثيين يخوضون حرباً معلوماتية دعائية لعدة أسباب متعلقة بالتحشيد للقتال، وتحقيق انتصارات وهمية لتشجيع أنصارهم وأعضاءهم بتحقيق بطولات، والإيحاء للمجتمع الدولي أنهم الطرف المهيمن في الحرب.
وأكد هاشم في إطار حديث لـ”26سبتمبر” بأن الحرب الدعائية الحوثية لا تستهدف الروح المعنوية لأنصارها، بل تستهدف معنويات الموالين والداعمين والمقاتلين التابعين للشرعية وإحباطها، معبراً عن أسفه لانجرار البعض للترويج لتلك الحملات الدعائية ممن ينخرطون فيها دون علم.
وحول التصدي للإشاعات المتواصلة التي تنشرها المليشيات الحوثية طالب الصحفي رشاد الشرعبي الحكومة الشرعية بالتحرك العاجل وتشكيل وحدة أو خلية لإدارة الأزمة ولتفنيد الشائعات التي تنتجها مطابخ المليشيا، بالإضافة إلى تدريب كوادر إعلامية في الإعلام الحربي.
مشدداً على ضرورة تحصين المجتمع والنخب بمن فيهم الصحفيون والاعلاميون على حد سواء، مشيراً إلى أن إشاعة دخول مأرب تكررت أكثر من مرة، ورغم ذلك وجدت لها أذان صاغية لدى الطرف الآخر بسبب ضعف الثقة وقلة الوعي.
نقلا عن سبتمبر نت