هل حان وقت الانفجار الكامل ضد المليشيا الحوثية؟

غليان شعبي في مدينة دمت بالضالع

الانباء أونلاين -تقرير جبر صبر:

تحتل مدينة دمت في محافظة الضالع أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرتين نظرا للموقع الجغرافي الذي تحتله، فضلا عن كونها منطقة سياحية تمتلك المزيد من مقومات السياحة الطبيعية والتراثية، كل هذه العوامل جعلها تتبوأ مكانة اقتصادية جذبت عدداً من المستثمرين ورجال الأعمال، ولأن مليشيا الحوثي المتمردة تسعى دائما إلى فرض الجبايات ونهب الأموال دفعت بكل قوتها لإبقاء سيطرتها على المدينة هادفة من وراء ذلك إلى السيطرة على موارد المدينة.

وعلى الرغم من استيلاء مليشيا الحوثي المتمردة عليها منذ أكثر من خمس سنوات إلا أن سكانها يرفضون تواجدها رفضا كليا لا مساومة فيه، ليس للمليشيا المتمردة فيها حاضنة اجتماعية، وعدد المنتمين لها فيها محدود لا يتجاوز عدد الأصابع، لكنها تفرض واقعاً من خلال السيطرة بقوة السلاح.

مؤخرا منعت المليشيا المتمردة التعامل بالعملة الجديدة وفرضت التعامل بالعملة القديمة، وانعكس هذا الانتهاك الصارخ على عمولات الحوالات، الأمر الذي تسبب في مضاعفة معاناة المواطنين، وسوء أحوالهم المعيشية نتيجة ارتفاع الأسعار في كافة المواد الغذائية والخدمات، وهو ما أدى إلى خروج السكان المحليين بمسيرات احتجاجية في المدينة رافضين كل العبث الحاصل في مدينتهم، لتواجههم المليشيا بإطلاق الرصاص الحي والاختطاف والعديد من الانتهاكات والجرائم الجسيمة من بينها جرائم الإبادة الجماعية.

وتحدث الشيخ (قائد المثيل) أحد أبرز وجهاء مديرية دمت عن أوجه المعاناة التي يعيشها أبناء مدينة دمت في ظل سيطرة المليشيا الحوثية عليها، ما جعل السكان ينتفضون في وجه المليشيا، ويخرجون بمسيرات احتجاجية، الأسبوع الماضي قائلا:” ما حدث بدمت أمر متوقع لأن جور وهيمنة وسطوة مليشيا الحوثي وصلت حدا لا يطاق، بعد أن ضيقت على المواطنين في جميع شؤون حياتهم، وخاصةً في جانب لقمة عيشهم، والتسلط على أرزاقهم”.

ويضيف الشيخ المثيل: “بين الحين والآخر تختلق المليشيا مناسبة من مناسباتها الطائفية، وتتخذها ذريعةً لابتزاز المواطنين، ونهب أموالهم تحت مسميات مختلفة، ولم يسلم من جباياتهم حتى الباعة المتجولين”.

ويشير إلى أن ما أشعل شرارة الاحتجاجات تعسفات المليشيا الأخيرة من خلال العملة المتداولة، حيث جعلوا سعر الألف الريال من الطبعة الجديدة بثلاثمائة ريال بالعملة القديمة، والفارق حسب قوله:” يصب في جيوب مشرفي مليشيا الحوثي، فضلاً عن الفوارق الهائلة التي يجنونها من أسعار البترول والديزل والغاز”.

ولفت قائد المثيل إلى أن ما وصفه بقرار المليشيا الظالم بمصادرة العملة الجديدة، جعلهم وتحت هذه الذريعة يقومون بنهب الكثير من أموال التجار، ما شكل أعباء كثيرة على المواطنين، وانعكس على زيادة الأسعار في مختلف المواد الغذائية والخدمية، ما جعل الناس غير قادرين على الاستمرار في مواصلة حياتهم اليومية بتلك الصعوبة فخرجوا الناس في هبة وثورة عارمة ضد مليشيا الحوثي”.

وأكد أن المواطنين جوبهوا بالرصاص الحي من قبل المليشيا وسقط أربعة جرحى، واعتقلوا العشرات”، منوها إلى أن جميعهم لازالوا معتقلين ولم يفرج عنهم، فضلا عن أن بعضهم لا يعرف أهاليهم أين مصيرهم”.

مؤكداً:” أن لا قبول ولا حاضنة للحوثي بدمت، وإنما القبضة الحديدية التي لن تدوم ولن تستمر، وذات يوم سترون دمت وأبناءها ماذا سيكون لهم من موقف في القريب إن شاء الله”.

واعتبر المثيل أن انتهاكات المليشيا في دمت كثيرة ومتعددة أبرزها اعتداؤهم على حريات الناس، وعدم اكتراثهم لكرامة المواطن، فلا صوت يعلو فوق صوت المشرف، فهو الخصم وهو الحكم”. مضيفاً ايضاً: اعتداؤهم على التركيبة القبلية المتعارف عليها فهم يبتزون مشايخ القبائل، ويعملون على تهميشهم وسحب صلاحياتهم لصالح المشرف، ليكون له الدور الأبرز في إدارة القبيلة أكثر من شيخ القبيلة نفسه”.

وأكد الشيخ قائد المثيل على أن تحرير مديرية دمت من مليشيا الحوثي أصبح مطلباً ملحا”. لأن تحرير دمت كما قال:” سيكون مفتاحاً مهماً لتحرير محافظة إب.

الناشط الحقوقي من أبناء دمت- ف، ز. تحدث عن أبرز الانتهاكات والجرائم التي قامت بها مليشيا الحوثي في مديرية دمت، مؤكدا أن المليشيا الحوثية المتمردة  قامت وخلال سيطرتها على مديرية دمت بتفجير أكثر من 19 منزلاً وبشكل كلي، منها على سبيل المثال منزل العميد الشيخ عبدالله علي القاضي المقري وأقاربه، إضافةً إلى منازل أخرى تضررت بشكل جزئي”.

ومن بين جرائم المليشيا كما يقول الناشط الحقوقي في حديثه لـ”26 سبتمبر:” تعرض محلات الصرافة للابتزاز طوال السنوات الخمس الماضية، وفي الآونة الأخيرة تم السطو على تجار وصرافين، وصادرت المليشيا عليهم عشرات الملايين بذريعة الطبعة الجديدة”. لافتاً إلى أن المليشيا صادرت على صراف واحد أكثر من عشرة ملايين ريال”.

وحول مداهمة المنازل والاختطافات، فيؤكد” أنها تصل للمئات، وجميعها موثقة لدى المنظمات المحلية، آخرها اختطاف ما يزيد عن أربعين فردا خلال المظاهرة الأخيرة”.

زر الذهاب إلى الأعلى