جرائم قتل الحوثيين لأقاربهم أرقام مخيفة

تقرير – سبتمبر نت:
تعيش المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية، في تزايد كبير في الجريمة الأسرية، والتي يكون أغلب مرتكبيها، من عناصر المليشيا ممن يعودون من جبهات القتال إلى مناطقهم وأسرهم، وتكون عودة غير حميدة، وإجازة غير مرحب بها عند أهاليهم، وأقاربهم وجيرانهم.
ينجو المجرمون الحوثيون من جرائمهم، إذ توفر لهم المليشيات الحوثية الحماية، وعودتهم إلى الجبهات كافية للعفو والدفاع عنهم، وربما ارتكاب جرائم مضافة بحسب مصادر خاصة تحدثت لموقع “سبتمبر نت”.
وقالوا إن جرائم القتل الأسرية، أصبحت ظاهرة في المحافظات التي تزج المليشيا بأبنائها إلى القتال في صفوفها، وهو ما نعكس سلباً على نفسياتهم وعلى أسرهم، إذ أصبحوا لا يفرقون بين أحد عند ارتكاب الجرائم، وغدا القتل لديهم شيئاً عادياً، ويقولون: “يقتلون بدم بارد ثم يذهبون عائدين إلى أسيادهم”.
ورصد “سبتمبر نت” ما لا يقل عن 105 جرائم قتل ارتكبها عناصر للمليشيا لأقارب لهم، شهدتها 11 محافظة، واقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية، وذلك خلال الفترة من 1 يناير 2020م وحتى 18 أكتوبر الجاري.
وسقط جراء تلك الجرائم الحوثية، التي يرتكبها مسلحون حوثيون بحق أقاربهم، ما لا يقل عن 161 ضحية، بينهم 121 قتيلاً و60 جريحا.
وتصدرت محافظة إب أولى المحافظات في ارتكاب عناصر المليشيا للجرائم الأسرية بواقع 17 جريمة، جاءت بعدها صنعاء العاصمة والمحافظة بعدد 16 جريمة لكل محافظة، ومن ثم محافظة ذمار بعدد 14 جريمة، وبعدها محافظة تعز بعدد 10 جرائم، لتأتي محافظتا حجة وصعدة بعدها بـ 9 جرائم لكل محافظة.
وشهدت محافظات (المحويت، وريمة، والبيضاء) أربع جرائم في كل محافظة، في حين تم رصد جريمة لمسلح حوثي قتل أقرباء له في محافظة الحديدة، وآخر في محافظة ريمة.
وخلال شهر يناير، من العام الجاري أحصى “سبتمبر نت” ضحايا الجرائم الأسرية بعدد 20 ضحية في مناطق سيطرة المليشيا، فيما خلال شهر فبراير بلغ الضحايا 12 ضحية، وفي شهر مارس سقط 10 ضحايا برصاص أقاربهم من العناصر الحوثية، بينما كان في أبريل سقوط 15، و8 في مايو، و12 خلال يونيو، و16 في يوليو، و10 في أغسطس، قبل أن تتصاعد وترتفع بشكل مخيف خلال شهر سبتمبر بعدد 30 ضحية و28 منذ بداية أكتوبر الجاري.
قتل الزوجات
وتشير تلك الإحصائيات إلى أن من بين تلك الجرائم الأسرية التي تفشت مؤخرًا في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران 5 جرائم قتل زوجات معظمها شهدتها محافظة ذمار، الواقعة جنوبي العاصمة صنعاء.
وشهدت مديرية وصاب، إحدى مديريات محافظة ذمار الخاضعة لسيطرة المليشيا المتمردة، حادثتي قتل زوجات الأولى في الـ25 من سبتمبر الماضي، حيث قتل المدعو “ع.ع.س” زوجته “ش. ع. ع. د” بعزلة الأثلوث.
في ذات المديرية، وفي جريمة مماثلة، أقدم “ص. ع. ح” على قتل زوجته “أ. ص. ر” بعد تركها تنزف حتى الموت إثر إطلاق النار عليها، في الخامس من شهر أكتوبر الجاري.
وبطريقة لا تقل وحشية، شهدت مديرية الحدأ، إحدى مديريات المحافظة نفسها في الـ25 من سبتمبر الماضي، جريمة مماثلة بعد قيام زوج بأخذ زوجته إلى مزرعة في وادي قرية يكار، وهناك باشرها بعدة طعنات بالسلاح الأبيض “الجنبية” علاوة على تهشيم رأسها بالفاس حتى الموت.
وبعد أيام من تعذيب زوجته الحامل في شهرها السابع وحبسها في البيت، أقدم في ذات الأسبوع شخص يدعى “ع. ع. ق” بمحافظة حجة، شمالي غرب البلاد، على قتل زوجته خنقاً وضربا في مديرية أفلح.
وبحسب خبراء بأن ارتفاع الجرائم ضد الأقارب في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، يأتي لعدة عوامل، لعل أهمها التعبئة الفكرية المتطرفة، واستخدام الحبوب المخدرة، والدورات الطائفية التي تفرضها الجماعة على أبناء مناطق سيطرتها، وارتفاع معدل الفقر، والشحن العنفي، والتربية بالأحقاد والكراهية، إضافة إلى السقوط القيمي، والاستهانة بالدماء، واستباحة الحرمات.
جرائم أقارب أخرى
وفي الثالث من شهر أكتوبر الجاري، أفاق أهالي إحدى قرى مديرية الرجم، إحدى مديريات محافظة المحويت، على جريمة بشعة، منفذها والد تخلى عن أبويته وتحول إلى وحش كاسر، يمارس أبشع أنواع التعذيب بحق طفله الذي لم يبلغ من العمر الـ12 عاماً.
خلال فترة ليست بالقصيرة، وفقاً لما أظهرت آثار التعذيب على جسد الطفل، قام خلالها المدعو “ر. ق” بحبس نجله “شماخ” الذي يبلغ من العمر 12 عاماً في إحدى غرف منزله، ومارس ضده أبشع أنواع التعذيب الجسدي في كامل أنحاء جسده النحيل.
تقول مصادر محلية في ذات المديرية التي ينتمي إليها الطفل شماخ، إن السبب وراء التعذيب هو إرغامه بالتوجه والالتحاق بصفوف مليشيا الحوثي المتمردة وإرساله للجبهات وهو ما رفضه الطفل “شماخ”.
إلا أن الطفل “شماخ” الذي يعيش مع والده وزوجة والده، استطاع الفرار من الغرفة التي يحتجزه فيها والده، ويمارس فيها ضده التعذيب، إلى جيرانهم الذين بدورهم قاموا بنقله إلى أحد المنازل ليتم بعدها نقله إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.
ليست جديدة على المجتمع في ظل سنة سادسة حرب، جريمة ما تعرض له الطفل “شماخ” من قبل والده، في ظل ارتفاع منسوب الجرائم الأسرية في العديد من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي المتمردة، معها يسلط “سبتمبر نت” الضوء على جريمتي قتل أسرية أبطالها مسلحون حوثيون شهدتها محافظتا ريمة، وإب، خلال يومين، أواخر شهر سبتمبر الماضي.
حيث أقدم مسلح حوثي يدعى “يحيى عائض محمد يحيى حسين” على قتل شقيقته “مديحة عائض” في مديرية المخادر، إحدى مديريات ريف محافظة إب، وسط البلاد، بعد رفضها تجهيز وجبة عشاء له في ذلك الوقت المتأخر من الليل ولم يذهب إلى زوجته لإعطائه ما يريد.
تلك الجريمة حدثت بالتزامن مع أخرى مماثلة شهدتها مديرية السلفية، بمحافظة ريمة، إذ أقدم شاب سبق وأن خالط المليشيا المسلحة على قتل أخته بثلاث طعنات، في جريمة تأتي ضمن مسلسل من الجرائم الأسرية التي تزايد حدوثها في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية بشكل ملحوظ، خصوصاً في الآونة الأخيرة.