مكتب تربية مأرب.. صورة مشرقة للصمود في زمن الحرب «تقرير»

الانباء اونلاين – حسين الصادر

عندما تصبح الحرب واقع مفروض كحرب شاملة تستهدف كل نواحي الحياة فهي لاتقتصر على ميدان المواجهة العسكرية بل تتعداه الى ميادين اخرى لاتقل أهمية ومنها ميدان التربية والتعليم.

واجهت محافظة مارب التي فرضت عليها مليشيات الحوثي الأيرانية حرب عدوانية غير مبررة ولا مشروعة وهي حرب على الوطن.

وتميزت مارب بصمودها الأسطوري الذي ينطلق من ايمان قيادتها السياسية المحلية ممثلة باللواء سلطان العرادة ومعه كل نخبها السياسية والأجتماعية بوطن تسود فيه العدالة والمساوة والفرص المتساوية وسيادة القانون وكل القيم الحضارية الرفيعة، وعدم السماح للكهنوت الرجعي العنصري با ايدلوجيته الخرافية بالهيمنة مهما كان الثمن.

يقول المثل السائر الناس على دين ملوكها فلن تجد في مارب للعنصرية مكان، واذا كان هناك ابطال كثر عرفهم اليمنيون من مارب خلال سنوات المحنة والحرب في الميدان العسكري.

في المقابل يعمل كثيرون بصمت في ميادين مختلفة ،بفضل هذه الكوادر استمرت الحياة بشكل سلس لمارب وضيوفها، واستمرت الخدمات تعليم صحة كهرباء تعليم عالي انتاج زراعي وانتاج الطاقة واستمرار عملية البناء والأعمار الواسعة، والتعليم بشقيه الأساسي والعالي والمهني.

يستطلع هذا التقرير على عجالة وضع مكتب التربية بمحافظة مأرب وكيف تعامل مع الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن عموما ومحافظة مأرب بشكل خاص واستطاع الاستمرار في تقديم خدماته في ظروف استثنائية وصعبة للغاية.

يقود الدكتور علي العباب وهو اكاديمي من ابناء مارب بصمت وصبر معركة الصمود التربوي ويساعده عدد غير قليل من الادارت المختلفة في الميدريات والمكتب المركزي للتربية في المحافظة.

واذا ما أصغينا للارقام وهي المؤشر الحاسم لتقييم اي وضع يقول الدكتور العباب ان المكتب يعتمد بشكل أساسي على موازنة العام 2014م ولم يطراء عليها اي تغير غير انه اضاف ان هذه الموازنة أقرت في العام 2007 م ولك ان تتخيل مثل هذه الموازنة التي صار عمرها 13عام ولك ان تتخيل الزيادة السكانية خلال هذه السنيين على مستوى السكان المحليين فقط.

وتتجلى عظمة مارب في قيمها الانسانية الرفيعة، تقاسم ابناء مارب هذه الموازنة المحدودة مع ضيوفهم من النازحين دون ضجيج.

يؤكد الدكتور العباب في احدى ورش العمل الموسعة للكادر الاداري التربوي بالقول: اقرينا وبصرامة مبدأ حق التعليم لكل ساكني مارب كحق أنساني مكفول بغض النظر عن حالة الضيق المادي والفني ومحدودية البنية التربوية على مبدأ المثل المحلي(ارحبوا على الحاصل).

ويبدو ما ذكرته الى الآن معقول، لكن ما لا تستطيع ان تتخيله هو ارتفاع عدد الطلاب في المدينة وحدها الى اربعة أضعاف تقريباً حيث ارتفع من 11الف طالب وطالبة الى 45 الف طالب وطالبة في كافة المراحل الدراسية ، ويختلف الوضع في المديريات حيث بلغت الزيادة 100%

طبعاً انا هنا اتحدث عن الموازنة الرسمية والذي يجب تصحيحها.

يستعرض الدكتور العباب الكثير من الصعوبات مثل العجز الكبير في الكادر التعليمي وكذلك البنية الأساسية مثل الفصول والكراسي والسبورات مشددا على ضرورة الاحتفاظ بالكتاب المدرسي لعدة اعوام دراسية لعدم توفر موازنة لطباعة الكتاب المدرسي.

وفيما يتعلق بالكادر التعليمي القادم من المحافظات اوضح ان هذا الكادر معتمد في الوزارة ويستلم المرتب بشكل شهري ومنتظم، وانهم طلبوا من مسؤوليهم ضبط 20% منهم للتدريس في مدارس مأرب دون ان يلقى اي استجابة.

وفي هذه النقطة يتابع الدكتور العباب : طرحنا حل اذا لم يستجيبوا ويلتزموا بالدوام فسنسلمهم المرافق التعليمية في الفترة المسائية ويقوموا بتدريس طلابهم ، وتحتفظ المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثي بهيكلها الوظيفي في مارب ومنهم التربويين.

آملا في ختام حديثه في هذا التقرير : ان يكون قد نقل الصورة الكاملة عن وضع التعليم في مأرب كما هي وأن يقف الجميع الى جانب ابنائهم ومستقبلهم

زر الذهاب إلى الأعلى