الرميحي: الحوار مع الحوثي كقبض الريح ووقف الحرب نهاية مشروعه
الأبناء اونلاين- متابعات:
عزى الأكاديمي الكويتي، محمد الرميحي، أستاذ علم الإجتماع بجامعة الكويت، أسباب رفض الحوثي للمبادرة السعودية الأخيرة بشأن اليمن، إلى أن “إيقاف الحرب هو بداية النهاية للمشروع الحوثي، واستمرارها استمرار بقائه”.
وقال الرميحي في مقال له، تحت عنوان “الحوثي بين مكوّن ومهيمن”، نشرته صحيفة الشرق الأوسط، السبت، إن “الحوثي ليس حليف لإيران، بل تابع لإيران، كون الحلفاء يتفقون ويختلفون، أما الحوثي فيأتمر بأمر طهران، ويطيعها بدون نقاش او اعتراض”.
وأشار إلى أن جماعة الحوثي “في الفضاء الإعلامي تستخدم عنوة مفردات تضلل بها الجمهور العام، سواء العربي أو الأجنبي؛ فهي تستخدم مفاهيم «حكومة صنعاء» إيحاء بأنها الحكومة اليمنية، وتستخدم «الحكومة الوطنية» على أساس أن غيرها غير وطني وهذا تضليل آخر.
وأكد الرميحي، أن “أكبر عملية تضليل تمارسها جماعة الحوثي، أن الحرب الدائرة هي بين «اليمنيين» وبين «التحالف العربي»، وذلك غير صحيح على الإطلاق، فالحرب هي بين مكون يمني صغير وبين جموع اليمنيين الآخرين من المكونات الأخرى الأحرار والحالمين بدولة مدنية حديثة تلبي احتياجاتهم في القرن الحادي والعشرين”.
وأضاف: “الافتراض أن الملالي في طهران يساعدون الحوثيين لإقامة دولة مستقلة في اليمن هو افتراض مبني على خرافة غير موجودة إلا في عقل النخبة المتحكمة في القرار الحوثي”.
وقال الرميحي، إن “أفضل ما يسعى إليه الملالي هو إقامة كيان يتحكمون فيه عن بُعد، من أوله إلى آخره بواسطة مجموعة من الأشخاص يتم زرعهم في صنعاء من أجل تلك المهمة”.
وتابع: “والخطة الثانية إن لم تنجح الأولى، أن يشاركوا بفصيل مسلح «جماعة الحوثي» في دولة عرجاء مشوهة، على شاكلة التحكم في الحكومة اللبنانية عن طريق «حزب الله»، أو بقاء ذلك الفصيل وتفريخ فصائل أخرى مسلحة على شاكلة ما يتم تنفيذه في العراق أيضاً من أجل إضعاف الدولة”.
وذكر، أن “الوقائع تقول إنَّه إن أردت أن تتحدث إلى الحوثي عليك بالحديث إلى طهران، ولأول مرة منذ أسابيع ذهب مارتن غريفيث، ممثل الأمم المتحدة في اليمن، إلى طهران، ولكنه عاد بخفي حنين”.
وأرجع الرميحي السبب في فشل زيارة غريفيت إلى طهران، إلى كون “المطالب الإيرانية تتعدَّى اليمن ولا يهم طهران كم من اليمنيين يموتون من الجوع أو يفتك بهم المرض، ما دام لهم قوة تابعة وكل ما يتطلب منهم بضعة صواريخ وطائرات مسيرة يجري تهريبها ورزماً من الدولارات للقيادة الحوثية”.
وأشار إلى أن “المجتمع الدولي في أقله متردد أو غير مكترث أو ليس على اطلاع كافٍ بتفاصيل الملف اليمني، وهو أيضاً يعزف في كثير من إعلامه على «أكبر مجاعة في التاريخ»، ولكنه لا يحدد أو يشير إلى المتسبب في هذه المجاعة، وهم على وجه الخصوص الحوثيون أنفسهم بسلطتهم المسلحة على مقدرات اليمنيين وإجبارهم الأطفال على حمل السلاح وسرقة كل ما يصل إلى اليمن من مساعدات إنسانية”.
واختتم الرميحي مقاله بالتأكيد، أن “الحوار مع الحوثي كقبض الريح، فهم لا شك مكون من مكونات اليمن لكنهم لا يتنازلون على أن يصبحوا المهيمنين، متمترسين خلف مصفوفة أفكار لم تعد لها علاقة بالزمن”. حسب وصفه.