لا حل سوى الحسم
كتب/ افتتاحية 26 سبتمبر
كل يوم والجيش الوطني والمقاومة الشعبية، ورجال القبائل في مأرب يفتكون بالمشروع الإيراني، ويأتون على قواعده من الأساس، إنهم يواجهون مشروع إيران وأطماع إيران وأيديولوجية إيران، أصالة عن أنفسهم كيمنيين أحرار لا يمكن بأي حال من الأحوال، وتحت أي ظرف أو ضغط القبول بالمشروع الإيراني التوسعي ذي الأيديولوجية الطبقية، القائمة على التمييز بين أبناء المجتمع وتقسيمهم إلى طبقتين تدعي إحداهما واهمة الاصطفاء والتميز.
وفي الآن يواجهون هذا المشروع الخبيث والخطير نيابة عن الأمة العربية، التي تحدق بها الأخطار من كل جهاتها وفي مقدمتها الخطر التوسعي الإيراني، المستهدف للهوية والجغرافيا وسيادة القرار، والسيطرة على المقدسات التي هي في معية الأمة العربية منذ عصر النبوة الأولى في زمن أبينا إبراهيم.
على الأمة العربية أن تصحو من سباتها العميق وخدرها الأعمق وعدم الركون إلى العلاقات التي تظنها قوية وسوية مع الدول المؤثرة في السياسة الدولية، الدول التي لا تعترف بالدول الهامشية إلا باعتبارها صوتا داعما لقراراتها التي تتبناها المنظمة الدولية (الامم المتحدة) الأداة الأمضى لتنفيذ قرارات الدول الخمس المسيطرة على حراكها السياسي في الساحة الدولية.
على الأمة العربية أن تدرك أن ما تسعى إلى تحقيقه إيران من خلال أدواتها في المنطقة، لا يمكن القضاء عليه إلا بوحدة الهدف والموقف وتوحيد الجهود والطاقات، ووقف كل الصراعات البينية التي نشأ معظمها كنتيجة لتقييمات خاطئة أو رؤى مستقبلية قائمة على أوهام وتوجسات لا يمكن أن تعتمدها دول كأسس تبنى عليها مواقف إزاء الآخر، أكان هذا الآخر دولة أم فصيلا سياسيا ما.
الحرب الدائرة في اليمن والتي فرضتها إيران على الشعب اليمني، وتأكل منذ ما يقارب السبع السنين أخضره ويابسه، تسعى إيران من خلالها إلى خلق حزب الله جديد في منطقة الجزيرة والخليج بمهام أكبر وأفظع من مهام حزب الله في البنان، نظرا لحيوية المنطقة واستراتيجيتها، وما تضم من مقدسات وتكتنز من خيرات، وما تسيطر عليه من مضايق وممرات حاكمة لحركة الملاحة الدولية، والتي ستعطي المسيطر تأثيراً كبيراً في صناعة القرارات الدولية.
لا مناص للأمة من اليقظة والنظر إلى ما يجري في اليمن نظرة فاحصة وحاسبة للمخاطر والأطماع، بل والمكاسب السياسية والاقتصادية التي تتوخى إيران تحقيقها من خلال إطالة أمد هذه الحرب المدمرة لليمن ومعها كيان وحدة الأمة ومقدراتها، والعمل على حسمها من خلال دعم الجيش الوطني اليمني بالسلاح النوعي وبسخاء يكفل له السيطرة والإنجاز وامتلاك زمام المبادرة، وهو أهل لذلك وقادر عليه.
بغير هذا ستطول الحرب وتطول وستظل المناورات السياسية المتمثلة بالدعوات إلى الحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات مجرد مساحات زمنية تمنح إيران فرصا لتحقيق مكاسب على حساب الأمة والأمة فقط وليس غيرها.