ياسين سعيد نعمان: مأرب تدافع عن السلام الذي ضيعه المجتمع الدولي في الحديدة
الانباء اونلاين – متابعات
أكد السفير اليمني لدى بريطانيا، الدكتور ياسين سعيد نعمان اليوم السبت إن محافظة مأرب، تقاوم مليشيات الحوثي الانقلابية من أجل السلام الذي ضيعه المجتمع الدولي في محافظة الحديدة بسبب حساباته الخاطئة
قال السفير نعمان في منشور له على صفحته في “فيسبوك” إن المجتمع الدولي يبحث عن السلام في اليمن، ولكنه يغض الطرف عن فرص تحقيقه و أنه (المجمتع الدولي) ان كان صادقاً وجاداً في الوصول إلى سلام دائم وحقيقي، فإنه لا بد من الانطلاق من جذر المشكلة لمعرفة الطرف الذي لا يريد السلام، وكذا الأسباب الموضوعية والذاتية التي تجعله يتمسك بالحرب كخيار لا يستطيع التنازل عنه.
واضاف“ليس اعتباطاً عندما نقول أن الحوثي هو الطرف الذي يرفض السلام منذ أن انقلب عليه وعلى الدولة وعلى التوافق الوطني بالسلاح؛ والسؤال هو ما الذي يجعله يقبل السلام وهو يدرك أن المشروع الذي يسعى إليه لا يمكن ان يتحقق إلا بالحرب؟”.
معتبرا ان “هذه حقيقة من حقائق الحرب التي فجرها الحوثي، ومعها لا يمكن أن يكون الحديث عن السلام سوى مجرد تخدير للجسم المثخن بالجراح، في حين تلتهم الحرب كل يوم ما تبقى من بقع حية في هذا الجسم المنهك، وتهيئته من ثم للاستسلام وليس السلام”.
واستدرك: “لكن يبقى سؤال آخر وهو ما الذي يجعل تحقيق السلام في وضع كهذا ممكناً؟الجواب باختصار هو: أن تحقيق ذلك لن يكون بالمناشدة وإنما بكسر الرافض للسلام عسكرياً ليعيد بناء موقفه وفق معطيات مختلفة عما يتطلبه مشروعه الحربي”.
مشيرا الى ان السلام كان سيتحقق في الحديدة عام ٢٠١٨ حينما كانت الدولة على وشك أن تستعيد الحديدة من أيدي الحوثي ومن خلفه إيران، لولا الضغوط التي مارسها المجتمع الدولي بقوة لتوقيع اتفاق خسرت بموجبه الدولة أهم نقطة قوة لديها في معادلة الحرب والسلام عموما، وظل السلام بسبب ذلك هو الخاسر الأكبر. حتى اليوم”.
وتابع السفير نعمان “لم يتوقف أمر الحديدة عند هذا الحد، بل إن الاتفاق تحول إلى عصا دولية غليظة في وجه الشرعية بعد أن تبرع المبعوث الأممي السابق بتقديم شهادة إلى مجلس الامن عن تنفيذ الاتفاق من قبل الحوثيين في تلك المسرحية الهزلية التي شهدها العالم ولم يحرك ساكناً بشأنها”.
وعن محافظة مأرب قال السفير اليمني في لندن، “اليوم مأرب تقاوم من أجل السلام الذي ضاع في الحديدة بسبب الحسابات الخاطئة للمجتمع الدولي يومذاك، والتي لا زالت مستمرة حتى اليوم حسب ما ينقل من أخبار ، ولن يتحقق السلام إلا بكسر الحوثي في الجبهة المشتعلة في مأرب”.
وعبر عن أمله أن يدرك المجتمع الدولي أن سقوط مأرب لن يحقق السلام الذي يتحدث عنه، وقد حان الوقت لمغادرة الحديث عن السلام المجرد من معرفة دوافع الحرب التي يتمسك بها الحوثي ومن خلفه إيران
مشيرا الى ان كل المعطيات التي يتحرك السلام الحقيقي في ظلها تقول إن السلام والبغي لا يلتقيان، وإن السلام يحتاج إلى قوة تكسر البغي وتمهد له الطريق”.