رئيس مؤتمر مأرب يكشف لـ “الثورة نت” عن سر صمود مأرب في وجه المليشيات (حوار)
في حوار مع الثورة نت
الانباء اونلاين – عبدالواسع راجح
اجرى موقع الثورة نت حوار صحفي مع الشيخ/ عبدالواحد بن علي القبلي نمران، رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة مأرب، عن اخر مستجدات المعركة الوطنية واسباب وعوامل صمود مأرب في وجه المليشيات الحوثي الانقلابية خلال سنوات الحرب السبع الماضية
وتحدث الشيخ القبلي، في هذا الحوار الذي اجراه الزميل عبدالواسع راجح عن العديد من المواضيع ذات الصلة بالمعركة الوطنية، والدور المؤتمري والقبلي في مأرب تجاه المعركة، ورؤيته حول مجريات الأحداث ودور التحالف في مساندة اليمن وغيرها من القضايا الراهنة…
والشيخ القبلي من أبرز مشائخ المحافظة، عين سابقا وكيلا لمحافظة مأرب، واصل تعليمه العالي، في كلية العلوم الإدارية بجامعة عين شمس المصرية.
مع بداية العام 2015م عندما بدأت مليشيا الحوثي الإيرانية باجتياح المحافظات، اتفقت القوى السياسية في مأرب على المواجهة، وكان الشيخ عبدالواحد القبلي نمران يمثل المؤتمر وحلفائه في البيان الصادر والموقف السياسي والوطني.
ساهم بفاعلية مع بقية قيادات المحافظة في كافة الإجراءات العسكرية والسياسية والقبلية، سواء في المطارح التي تم إنشاؤها أو جبهات القتال.شارك في عدة مؤتمرات دولية معنية بالأزمة اليمنية، إلى جانب الأنشطة الشبابية والسياسية التي تقلدها قبل توليه قيادة الحزب بالمحافظة.
إلى التفاصيل:
– مالذي شكله وفاة والدكم الشيخ علي القبلي نمران من مسؤوليات اجتماعية على عاتقكم؟ وكيف تواجهونها؟
بلا شك فقد كانت وفاته صدمة وخسارة كبيرة ليس علينا كأسرة فقد وإنما كشخصية وطنية كان لها دور بارز ومواقف وطنية في مختلف المحطات التي مر بها اليمن، وهذا كله شكل عبء ثقيل علينا، وقد أدرك الوالد رحمه الله في حياته تلك المسؤوليات التي ستؤول يوما ما إلى أبنائه مستقبلا، ولما كان يتمتع به من حكمة ورؤى مستقبلية، ولذا حرص على أن يحملني المسؤولية قبل وفاته بأكثر من عشر سنوات، ليكون المرجع لي والمرشد.
لاشك أن العبئ تضاعف، كوني خسرت برحيله المستشار والموجه والمرشد الذي كان وجوده يمثل لي طمأنينة وأمان، إلا أن الوالد رحمه الله ترك لنا إرث كبير وتاريخ على كافة الأصعدة حافلا بالتجارب والدروس التي نستلهم منها العبر ونستنير بها مع كل منعطف أو موقف نمر به.
– لماذا اختار والدكم الراحل الوقوف إلى جانب الدولة ضد مشروع الحوثي؟
بالطبع كان الوالد رحمة الله تغشاه مناهضا لمليشيا الحوثي الإيرانية، ويدرك أنها امتداد للإمامة والمشروع الفارسي، وأنها انقلاب على الجمهورية وثورة 26 سبتمبر التي كان من أوائل المشاركين فيها.
إضافة لذلك لا يمكن لعاقل أن يجاري أو يداهن مليشيا الحوثي، فضلا عن القبول بها، فقد كان حكيما ويدرك خطر هذه المليشيات التي تريد أن تعيد عجلة التاريخ إلى ما قبل ثورة ال26من سبتمبر التي ثار الشعب فيها على الظلم والجهل والمرض والجوع والتسلط، ثم إن الوالد ممن كان لهم إسهامات كبيرة بل ركيزة وداعم للنظام الجمهوري فكيف يمكن أن يقبل بمثل هذه العصابات.
– كيف يقف أبناء مراد مع المعركة الوطنية، وماهي التضحيات التي قدموها خلال المعركة؟
كانت وماتزال قبيلة مراد واقفة ضد مشروع المليشيات منذ الوهلة الأولى إلى جانب إخوانهم من قبائل مأرب وأحرار اليمن، وتضحياتها في المعركة الوطنية كبيرة كغيرها من القبائل ، قدمت الآلاف من أبنائها ما بين شهيد اصطفاه الله وجريح ضحى في سبيل وطنه وأمته.
– كيف ترى مستقبل المعركة مع مليشيا الحوثي الإيرانية؟
ثقتنا أن مستقبل المعركة الوطنية لن يكون سوى النصر ولا سواه على مليشيا الحوثي الإيرانية، وقد بدأت بوادر وبشارات النصر تلوح في الأفق وقريبا سيحتفل اليمنيون قريبا إن شاء الله بهذا النصر العظيم في العاصمة صنعاء.
وحدة الصف المأربي
– شكلت محافظة مأرب نموذجا فريدا بين كافة المحافظات في التلاحم بين القوى السياسية.. كيف استطعتم تحقيق ذلك رغم التحديات الكبيرة التي واجهتكم؟
منذ الوهلة الاولى أدرك رجال مأرب خطورة المشروع التدميري الذي تحمله مليشيات الحوثي، على وطننا وديننا وجمهوريتنا وهويتنا العربية وتعايشنا السلمي، وجاء هجوم المليشيات على مأرب، في الوقت الذي كان على رأس مكونات المحافظة السياسية والقبلية والسلطة المحلية والوحدات العسكرية رجال بحجم التحدي وعلى مستوى المسؤولية وعلى قدر كبير من الشجاعة والوعي الكامل بخطورة هذا المشروع الذي تحمله مليشيات الحوثي ، وشكل وجود هكذا قادة ورجال السر وراء تلاحمنا وصمودنا امام عدوان المليشيات.
– لماذا وقفت مأرب بكافة أطيافها السياسية والقبلية في وجه المليشيات ورفضت مشروعها الايراني؟ .
مأرب كما ذكرت سابقا أدركت خطر هذه المليشيات، إلى جانب أنها لاتؤمن إلا بالشرعية الدستورية، ولايمكن بأن تسمح بالانقلاب عليها من قبل مليشيات تحمل مشروع دخيل على بلدنا وعصابة جعلت من نفسها أداة لتنفيذ أجندة ايران في اليمن، وتريد أن تحكم بقوة السلاح، وهو ما لم ولن يقبل به أبناء مأرب ومن معهم من الاحرار في مختلف المحافظات.
– كرئيس لفرع المؤتمر الشعبي العام لماذا اخترتم من البداية الوقوف مع الشرعية بخلاف بقية المحافظات؟
لأن هذا هو الموقف الصحيح الذي يجب أن يتخذ، فلا يمكن أن يستقيم تحالف مع مليشيات أو الركون اليها، خاصة وأن مليشيا الحوثي لها سوابقها في خلف العهود ونقض المواثيق، والتمرد على الدولة التي كان يقودها المؤتمر الشعبي العام، وهذا جعلنا نرفضها ونقف في المكان الصحيح إلى جانب الشرعية.
كما تميز مؤتمر مارب عن باقي المحافظات بانضمامه إلى إجماع كافة أبناء المحافظة بمختلف انتماءاتهم السياسية والقبلية على مواجهة هذه المليشيات ومشروعها التدميري.
– أين يقف المؤتمر الشعبي العام بمأرب من المعركة الوطنية؟
يقف المؤتمر الشعبي العام إلى جانب جميع القوى الوطنية التي تخوض معارك التحرير فهو مكون رئيسي يتواجد على امتداد خطوط المواجهة في جميع الجبهات حتى تطهير الوطن من دنس هذه العصابات الارهابية التي ارتهنت للمشروع الإيراني التخريبي.
وأقول هنا إنه مهما كانت التضحيات سيظل المؤتمر الشعبي في مأرب مع الشرعية والوطن والجمهورية، ولن يتخلى عنها بما فيها من قصور أو ضعف، إلا أننا واثقون لتجاوز هذه المرحلة والوصول إلى مرحلة البناء والتنمية والعيش الكريم في ظل الدولة الاتحادية والنظام والقانون.
السلام مع الحوثي
– كيف ترى الحديث عن السلام مع الحوثي؟ ولماذا لا ينصاع الحوثي له؟
للأسف الشديد لم يعد هناك متسع لخوض أي محاولات للسلام مع مليشيا الحوثي، فقد بات العالم والاقليم وقبلهم اليمنيون يدركون تمسك الحوثي بالحرب، ورفضه كافة محاولات وجهود السلام طيلة السنوات الماضية ، بل إن الحرب في الأساس فرضتها المليشيات علينا، ولاتزال متمسكة باستمرارها إمعانا منها في مضاعفة معاناة أبناء الشعب، غير آبهة بمآلات الحرب على الشعب والوطن برمته.
كانت الشرعية وماتزال تسعى للسلام وفقا للمرجعيات الثلاث كأرضية صلبة لتحقيق السلام الحقيقي العادل المستدام، كونها تمثل إجماع اليمنيين وتوافقهم وتحظى بمباركة الاقليم والمجتمع الدولي لكن الحوثي لايؤمن بالسلام، ولذا بات من الضرورة إجبار المليشيات على السلام، ومن هنا نحن نواجهها.
وقد كشفت الأشهر الأخيرة بأن خطر مليشيا الحوثي لم يعد يقتصر على اليمنيين فحسب، وانما امتد إلى الأشقاء في المنطقة وباتت تشكل تهديدا خطيرا للملاحة الدولية والاستقرار العالمي، من خلال أعمال القرصنة التي تمارسها في البحر الاحمر ونشر الألغام البحرية وغيرها من الأعمال العدائية الإرهابية التي بات العالم يدركها جيدا.
– كيف يمكن إحلال السلام في اليمن من وجهة نظرك؟
مشكلة مليشيا الحوثي أنها لا تمتلك قرارها، كما أن أجندتها الفكرية المبنية على أساسها لا تؤمن بالسلام، ولذا لابد من فرض السلام كما ذكرت بالقوة، لأن المليشيات لم تترك خيارا آخر سواء أمام القوى المحلية أو على المستوى الإقليمي والدولي.
اليمن والسعودية
– علاقة اليمن بالسعودية .. كيف تنظرون اليها؟ وكيف تقيمون مستوى دعم التحالف العربي بقيادة المملكة للشرعية؟
في أبها صورها، فعاصفة الحزم تعكس لك مدى العلاقة الأخوية والعربية الوثيقة، فقد قدم أشقائنا دماءهم في سبيل أمن اليمن واستقراره، كما جسد التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية التلاحم العربي واستشعار حقيقي للمسؤولية العربية ذات المصير الواحد.
وقد كان لدعم التحالف العربي الفضل بعد الله في الحيلولة دون أن تصبح اليمن ولاية فارسية، ومانشهده اليوم من تحول كبير في مسار المعركة دلالة على التحسن الكبير في إدارتها نتيجة توحد جميع القوى المناهضة للمليشيات، وهذا يحسب لنجاح الاستراتيجية الجديدة للتحالف العربي والتي انعكست على انتصارات في الميدان، ولن ينس الشعب اليمني هذه الوقفة التاريخية للأشقاء في التحالف وعلى رأسهم السعودية.
– علاقة القبيلة اليمنية بالأشقاء في المملكة، كيف تقيمونها؟ وما أهميتها بالنسبة لكم كشيوخ قبلية؟
هي علاقة تاريخية تربطهما وحدة المصير والهوية والعقيدة، والمحطات التاريخية أكدت حرص البلدين على حماية بعضهما، وموقف الدولة يمثل موقف القبيلة التي تعد جزءً أساسياً في تكويناتها.
ومن هذا المنطلق نعتبر مسألة الحفاظ على هذه العلاقة الأخوية المتينة التزاما منا بمسار آبائنا وأجدادنا، وإيمانا منا بدورها الايجابي على مجتمعنا وبلدينا من كافة الجوانب.
– برأيك كيف تنظر مليشيا الحوثي للقبيلة اليمنية؟
تنظر اليها بأنها عائق أمام مشروعها التدميري الفارسي، والدليل على ذلك ما نشهده من إذلال وتصفيات لرموز القبيلة اليمنية ومشائخها في مناطق سيطرتها، كما أنها تعتبر القبيلة عبارة عن عبيد لها يجب عليهم أن يقوموا بحمايتها وخدمتها، وهم السادة على كل شئ.
– ما مدى صحة أن القبيلة تعارض الدولة أو تقف دائما في مواجهة النظام؟
لم تكن القبيلة يوما ما رافضة للدولة والنظام، بل شكلت جزءا من النظام والدولة، وداعمة للعدالة والعيش بكرامة رافضة للذل والهوان أو الاستعباد، ويمكن المتابع أن يستشف ذلك من خلال الاحداث الاخيرة التي أظهرت الصورة الحقيقية للقبيلة، حيث تجد المناطق التي يغلب عليها الطابع القبلي كانت أكثر تماسك وأكثر تحضر، وأكثر تمسك بالثوابت الوطنية والدفاع عنها، كما حصل في محافظة مأرب كدليل، حيث الأمن والاستقرار والتعايش، تدافع عن النظام الجمهوري وعن النهج الديمقراطي وعن إجماع الشعب وتوافقه رافضة للانقلاب على الشرعية الدستورية.
استيعاب النازحين
– مأرب تحتضن قرابة ثلاثة مليون نازح من مختلف المحافظات وهناك الملايين من النازحين في محافظات أخرى.. ما دلالة هذا الكم الكبير من النازحين؟ وهل شكلوا عبئا عليكم في مأرب؟
يمكن اعتبار ذلك بمثابة قياس رأي لمن لم يفهم الوضع في اليمن، نتائجه واضحة تتلخص في رفض شعبي واسع لمليشيات الحوثي ومشروعها الإيراني العنصري الطائفي، ومأرب احتضنت إخواننا وأهلنا من كل المحافظات بكل رحابة صدر، بل نعتبر ذلك واجباً علينا تجاه من تعرضوا للظلم والتهجير القسري، الذين رفضوا الذل وتمسكوا بالحرية والعزة والكرامة، ولم يشكل النازحين عبئا على مأرب يوما ما، ونعتبرهم عامل قوة للمحافظة سواء في النهضة التنموية التي تشهدها المحافظة أو في دعم المعركة الوطنية ليس دفاعا عن مأرب فقط وإنما عن اليمن والمنطقة برمتها.
– أنت من أبناء مديرية الجوبة، وعندما اجتاحتها المليشيا نزح جميع أبناء المديرية بشكل فاجأ المليشيا.. مادلالة ذلك؟
هذا وجه آخر للرفض القاطع للمليشيات من أبناء الجوبة ومراد بشكل عام وغيرها من مديريات المحافظة، وتدحض ما يدعيه الحوثي من امتلاكه الحاضنة شعبية، وأن المليشيات لاقبول بها ولا بمشروعها، وقد شكل نزوح مديرية بأكملها استفتاءاً شعبيا برفضها كونها مليشيات وعصابات لا أقل ولا أكثر.
– رسالتك إلى قبائل مراد خاصة وقبائل مأرب عامة إزاء المعركة الوطنية؟
أقول لهم جميعا بأن صمودكم الاسطوري وتضحياتكم الجسيمة هي من صنعت التحول الكبير في مسار المعركة، وعلينا أن نساهم بفاعلية كما كنا وأكثر في حسمها وتحقيق الانتصار الكبير، خاصة بعد نجاح جهود توحيد جميع القوى المناهضة للانقلاب والمليشيات لاجتثاثها وانهاء معاناة الشعب اليمني، بدعم ومساندة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وأؤكد لكافة القوى السياسية والمجتمعية بأن المرحلة تتطلب ترك المناكفات والخلافات الضيقة وتوجيه الجهود نحو الخطر الذي يهدد مستقبل اليمن وأمن المنطقة والعالم، كما أن على من تقلد أي منصب عسكري أو مدني أن يكون عند مستوى المسؤولية الوطنية والتعاطي مع الاحداث بأفق أوسع بعيداً عن الحسابات الضيقة، وأن علينا أن ندرك بأن الحوثي أضعف مما نتصور ويستمد قوته من خلافاتنا بل ويتغذى على تمزيق المجتمع بكافة قواه السياسية والقبلية.
– كلمة أخيرة؟
أشكر لكم في صحيفة الثورة لإتاحة هذه الفرصة، ونأمل أن تستعيد الصحيفة ألقها ودورها التنويري، ونؤكد للجهات المعنية أهمية دعم الرسالة الإعلامية ومواكبة الجبهة الإعلامية للمعركة الوطنية.. أشكركم مرة اخرى.
نقلاً عن الثورة نت