لفتة نظر في يوم التمريض العالمي

كتب : الممرض / محمود الغابري
يحتفل العالم بيوم التمريض العالمي في 12 مايو من كل عام ، و لقرب هذه المناسبة القيمة يتوجب علينا جميعاً أن نتذكر الدور العظيم و المعركة الاسطورية التي خاضها وخلدها أبطال التمريض في مواجهة جائحة كورونا خلال عامي 2019 و2020 و ايضا خلال الموجات الثانية والثالثة للجائحة في عام 2021.
هذا الحدث يجب أن لا يمر علينا مرور الكرام ، فالتجربة التي عشناها كما عاشها العالم كانت نتائجها واضحة المعالم لجميع منظمات و دول العالم .
فقد تشير التقارير والدراسات الى حقائق وارقام مذهلة يجب أن نقف عليها بشكل جاد لنعيد الاعتبار لهذه المهنة العظيمة.
حيث اكدت دراسة صادرة عن مجلس التمريض الدولي بتاريخ 13/1/2021 أفادت بأنه لا يقل عن 2200 ممرض وممرضة حول العالم توفوا بفيرس كرونا، ذلك أدى إلى صدمة بين العاملين في مجال التمريض، و أكدت أن استمرار الإصابات بين الممرضين تسبب بمعاناة نفسية ومعنوية إضافة إلى أعمالهم المرهقة.
ولفتت الدراسة أن الجائحة تهدد بالضرر بمهنة التمريض لأجيال قادمة ما لم تتخذ الحكومات إجراءات الآن لمعالجة تأثير الجائحة والتنبؤات قبل حدوثها.
و يشير المجلس إلى أن العالم يعاني بالفعل من نقص حوالي ستة ملايين ممرض و ممرضة ، إضافة إلى أنه من المتوقع أن يبلغ أربعة ملايين آخرين سن التقاعد في السنوات العشر المقبلة ، ذلك ما سيجعل مهنة التمريض في خطر على مستوى العالم .
و قد حذر الرئيس التنفيذي لمجلس التمريض الدولي السيد / هوارد كاتون من تأثير الجائحة سلبا على حجم القوى العاملة في التمريض و التي تتجه بالفعل نحو عجز حوالي عشرة ملايين من الممرضين نساء ورجال أمر متوقع. ذلك، حتى لو استقال ما بين 10 ـ 15% فقط من العاملين الحاليين، فقد يكون لدينا عجز محتمل قدره 14 مليون ممرض وممرضة بحلول عام 2030.
من جهة أخرى صرح مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق البحر المتوسط الدكتور / أجمد بن سالم المنظري أنه إذا لم نعزز القوى العاملة في مجال التمريض والقبالة فلن تستطيع أنظمة الرعاية الصحية تقديم رعاية فعالة ذات جودة.
و لاهمية هذه المهنة والحفاظ عليها ندعو جميع المسؤولين في الصحة إلى جعل تاريخ 12 مايو لهذا العام واسبوع التمريض العالمي نقطة تحول فعلية للألتفات الى أوضاع مهنة التمريض وتحسينها قبل فوات الأوان.