الحوثيون يرفعون سقف شروطهم للقبول بتمديد الهدنة الأممية في اليمن

الانباء اونلاين – متابعات

تصر جماعة الحوثي في اليمن على تجزئة الهدنة الإنسانية وعدم تقديم أي تنازلات لتخفيف معاناة اليمنيين خلال التهدئة المدعومة أمميا، بممارسة الابتزاز السياسي لفرض شروط عجزت عن تحقيقها خلال الحرب.

رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين يصف هدنة الشهرين بأنها “لم تكن مشجعة بما يكفي”، ويرهن القبول بتمديدها بتحسين المزايا الإنسانية والاقتصادية.

وقال مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة الحوثي في اليمن إن الجماعة ليست ضد تمديد الهدنة الحالية التي توسطت فيها الأمم المتحدة، لكنه وصفها بأنها “لم تكن مشجعة بما يكفي”.

وأضاف المشاط في كلمة بثتها الأحد قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران “نؤكد أننا لسنا ضد تمديد الهدنة، ولكن ما ليس ممكنا هو القبول بأي هدنة تستمر فيها معاناة شعبنا، وهو ما يجعلني أدعو إلى تعاون حقيقي ومشجع يفضي إلى تحسين المزايا الإنسانية والاقتصادية في أي تهدئة قادمة”.

وتصريحات المشاط التي تأتي قبل أقل من أسبوعين من نهاية الهدنة، تشير إلى أن الحوثيين يسعون من خلال رفع سقف شروطهم لقبول التمديد بغطاء ضمان “مزايا إنسانية واقتصادية” إلى تحقيق مكاسب سياسية، في ظل الدفع الدولي للتهدئة في اليمن.

وقبل أيام أعلن الحوثيون أنهم يدرسون طلب تمديد هدنة الشهرين في اليمن، في ظل فشل أحد أهم بنودها وهو رفع الحصار عن تعز، التي يحاصرها الحوثيون منذ عام 2016.

وقال المشاط “نرحب بكل الجهود الخيرة التي تصب في هذا الاتجاه، وندرك أن عملية السلام تحتاج إلى تدرج ومسارات عمل متعددة”.

ويبدو أن المطالبة بمسارات متعددة وتدرج في السلام هي تجزئة وخدعة يراهن عليها الحوثيون، بهدف تفكيك قوى وحاضنة مجلس القيادة الرئاسي المعترف به دوليا.

وادعى المشاط في تصريحاته بأن “المواطن لم يلمس فارقا محرزا بين الهدنة وعدم الهدنة التي لم تكن مشجعة بما يكفي”، في مزاعم تتناقض مع تأكيد الأمم المتحدة أن الهدنة ساعدت كثيرا في تحسين الوضع الإنساني في اليمن، وأنها تمهد لوضع أفضل مع استمرار جهود الإغاثة.

وزعم المشاط كذلك أن التحالف العربي “أعاق تسيير الرحلات إلى وجهاتها المحددة باستثناء رحلتين فقط، وعرقل حركة السفن بطريقة سلسة”.

والاثنين الماضي نقلت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية العشرات من المسافرين من صنعاء إلى عمّان، في أول رحلة تجارية منذ ست سنوات تنطلق من العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وفي ما يتعلق بسفن الوقود، قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ الأربعاء الماضي إن “الحكومة اليمنية سمحت بدخول 11 سفينة محملة بالوقود إلى ميناء الحديدة حتى الآن”، مؤكدا أن عددها “يفوق كمية الوقود التي وصلت الميناء طوال الستة أشهر التي سبقت الهدنة”.

وأكد غروندبرغ “انحسار أزمة الوقود التي كانت تهدد قدرة المدنيين على الحصول على السلع والخدمات الأساسية في صنعاء والمحافظات المحيطة بشكل كبير”، مؤكدا “أنّ اليمن لا يحتمل العودة إلى وضع ما قبل الهدنة من تصعيد عسكري وجمود سياسي مستمرين”.

وكانت الهدنة السارية لشهرين بين الحوثيين والتحالف العسكري بقيادة السعودية قد دخلت حيز التنفيذ في الثاني من أبريل، وصمدت بدرجة كبيرة، فيما تسعى الأمم المتحدة إلى تمديدها، خاصة أن مدتها ستنتهي بعد نحو أسبوع.

وتعد هذه الهدنة هي الأولى بين الطرفين المتحاربين منذ عام 2016، لتمهد الطريق أمام مفاوضات سياسية شاملة تستهدف إنهاء حرب طالت لمدة سبع سنوات، وأودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في أزمة إنسانية.

ومنحت الهدنة التي تبادل فيها الجانبان اتهامات بالخروقات، بارقة أمل في بلد يواجه فيه الملايين خطر المجاعة بسبب الحرب والانهيار الاقتصادي الذي أفرزته.

⁨نقلا عن صحيفة ⁨العرب⁩ اللندنية

تابعنا في Google News
زر الذهاب إلى الأعلى