الولاية.. والعلاقة بين ثارات كسرى و ثارات الحسين

كتب / أحمد عثمان

نجح أبو لؤلؤ المجوسي ومن خلفه من رموز الفرس في اغتيال الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب  في محرابه أثناء الصلاة ومن موقع الصف الأول لتكون أول عملية اغتيال كبرى اخترقت الجسم الإسلامي وفتح بها الباب أمام الفتن والحروب العمياء.

لقد كانت هذه ثارات كسرى ومملكة المجوس، ومن خلالها تمت هندسة  عملية الاغتيال  المعنوي للأمة على نار الفتن   امتدادا لعملية اغتيال الفاروق أو ثارات كسرى، لتستهدف عملية الاغتيال الثانية هذه المرة الأمة في وحدتها  وكيانها و نقاء الإسلام كرسالة عالمية تحمل العدل والمساواة والحرية.

هذا الاغتيال المعنوي تم تحت عدة شعارات منها الانتصار لعلي وثارات الحسين، والحقيقة أن لا شأن لعلي و لا الحسين فيما تم ويتم باسمهما.

لقد أراد هذا الاغتيال تحويل الرسالة العظيمة إلى وثيقة تمييز عنصري و ملك مطلق لسلالة تسعى لتقديس عرقها تصل حد العبادة ومنح أنفسهم الحق في رقاب الناس وأموالهم وتحديد دينهم وعبادتهم و أحلامهم وحقوقهم ليبقوا فقط جاهزين كعبيد من الدرجة الثانية أو الثالثة أمام طبقة الأسياد وهو بالمناسبة تقسيم طبقي كان موجودا في الامبراطورية الفارسية  يشبه نظرية الولاية ومقولة تقسيم الناس إلى ( تبر وتراب) في نظر الائمة حيث وهم (تبر) أي ذهب والناس (تراب) وغبار لحركتهم وغطرستهم قبل أن يخلق الله الأرض   باعتبار ذلك عقيدة دينية وإرادة الله.

وقد اعتمدت عملية الاغتيال المعنوي  هذه على أكاذيب وروايات هزيلة ظهرت بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم و معظم الصحابة، بهدف خلخلة تماسك روح  الأمة وتحشيد الناس من اجل السلطة الشاملة و السيادة على الخلق في دينهم ودنياهم وجوهر العملية طعن الأمة بخنجر مسموم اخطر من سم أبو لؤلؤ  وامتدادا له.

كان  أبرزها خرافة الولاية والغدير و البطنين و ما شابه كلها تدور حول تنازل الناس عن حقهم في الحرية والمساواة والأوطان والحكم والثروة لصالح عبد الملك الحوثي أو محمد الشامي أو المتوكل  مثلاً  أو فلان وفلان من أولاد السلالة في هذا الزمن أو ذاك  وحتى في تحديد شكل المعتقد  والعبادة.
فالقرآن هو نسخة صامتة  صماء بنظرهم وحسين الحوثي أو أخيه أو سواهم من السلالة  هو القرآن الناطق.

لا يملوا من الصراخ نحن الإسلام والقرآن والعلم والحلم؛ السماء حقنا والأرض لنا والجنة و النار بين أصابعنا وخدمتنا الطريق الوحيد إلى الله.

ولقد أصيبت اليمن بنصيب كبير من هذا الوباء والذي لا يعيش إلا في أجواء الفتن ووسط تجهيل ممنهج وافقار متعمد وتخلف منظم  وحروب لا تنتهي.

وهو ما يقتضي نهوض اليمنيين كلمة واحدة ورجل واحد وقلب واحد لمواجهة وتعرية  هذا الاعتداء على الحياة والهوية والدين  والحاضر والمستقبل وإعادة الاعتبار للشعب اليمني أبناء الأنصار وأحفاد التبابعة.

بالمناسبة أبو لؤلؤ المجوسي صاحب  الاغتيال الأول ( ثارات كسرى)  هو ولي من أولياء الله عند اتباع الاغتيال الثاني وأصحاب شعار ثارات الحسين  ( الولاية , البطنين , الإمام الغائب, الخ ) وقبره في إيران مزار  يتبرك به بينما لعن الشيخين ابو بكر وعمر  عندهم دين وتقرب الى الله .

لتتضح العلاقة هنا  ووحدة  المصدر وجوهر المعركة ولتبرز علامة استفهام كبيرة باستقراء النتائج، فكل ما جرى ويجري لمصلحة من؟

وهل هي ثارات للحسين أم ثارات لكسرى وانتقام أسود يصب في خدمة الإمبراطورية الفارسية؟ لله في خلقه شؤون.

 

تابعنا في Google News
زر الذهاب إلى الأعلى