26 سبتمبر.. دليل اليمنيين إلى الكرامة والمواطنة

كتب الدكتور/ معين عبدالملك سعيد

لم يكن شعبنا اليمني أكثر ادراكا لعظمة وقيمة ثورة 26 سبتمبر المجيدة، وما حققته من انجاز وتحول نوعي تاريخي، بعد 60 عاما على قيامها، مثلما هو عليه الحال اليوم، وهم يشاهدون النسخة الجديدة من مخلفات ذلك النظام الإمامي الكهنوتي والسلالي العنصري المتخلف تطل برأسها وممارساتها من جديد عبر مليشيات الحوثي الانقلابية.

ثورة 26 سبتمبر ليست مجرد ذكرى أو مناسبة للاحتفاء فقط، لكنها مشروع اليمنيين للتحرر من الاستعباد والجهل والظلم، ودليلنا إلى معنى الكرامة الإنسانية والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والحرية شعباً وافرادا.

إن عظمة الحدث الفريد لثورة 26 سبتمبر 1962 تتجلى في العلاقة المصيرية بين سبتمبر الثورة والشعب اليمني، فمثلما حملت هذه الثورة شعبنا إلى الحياة الكريمة والتعليم والمساواة والى العصر الذي نعيشه، حمل أبناء الشعب اليمني ثورة 26 سبتمبر الى النصر والخلود بأعظم التضحيات واكثرها بطولةً، بكوكبة من أشجع رجال اليمن ونسائه، بآلاف الشهداء الذين شيدوا بأرواحهم ودمائهم يمن السادس والعشرين من سبتمبر.

ويحضر 26 سبتمبر اليوم كنداء عالي ودعوة مسؤولية وواجب لا يستثني أحداً للانخراط في معركة الدفاع عن كرامتنا وحريتنا وجمهوريتنا، بالسلاح والمال والكلمة، لذا فإن الالتفاف الشعبي منقطع النظير الذي نراه، والمبادرات الفردية والجماعية، للتذكير والاحتفاء بهذا العيد الوطني، ما هو إلا تعبيرا واقعيا معاشا، يعكس مدى حب اليمنيين لثورتهم ومكانتها في نفوسهم، وتأكيد على الثمن الفادح الذي ينتظرنا كدولة وشعب فيما لو تهاونا أو تخاذلنا في الدفاع عن أهدافها والحفاظ على الجمهورية ومكاسبها.

واليوم وفي هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن، نحن في مسيس الحاجة لاستذكار عظمة الحدث وعظمة المهمة التي تقع على عاتق جيلنا الحالي، على كل فرد، على هامات أبطال الجيش اليمني الوطني ورجال الأمن، على قلوب أبناء القبائل وابناء الشعب: مهمة الحفاظ على جمهورية 26 سبتمبر واستعادة الدولة التي دنستها الإمامة الكهنوتية، واستعادة صنعاء التي تقبع في أسر أقذر عصابة عنصرية وأشدها ظلامية وتخلفا.

وأقول لأبناء شعبنا الصامد والحر ورجال القبائل الشرفاء: لقد حميتم الدولة والجمهورية، حميتم سبتمبر وأكتوبر حين تساقطت القلاع وتراجعت المسؤوليات، لقد نصرتم الجمهورية والدولة في لحظة الهزيمة والخوف، ووضعتم الجمهورية والدولة مجددا على طريق الثبات والنصر، وكلنا يقين أنكم اليوم أقوياء كالأمس، شجعان كآبائكم الذين صنعوا سبتمبر، صامدون كعهد الرجال، واثقون بقوة الإيمان بالله وبالوطن.. هذه معركتنا جميعا.. معركة كل فرد، وكل مؤسسة.. معركة الدولة والشعب، معركة الجيش والقبائل وأصحاب المهن من أطباء ومهندسين وكتاب ومزارعين.

وفي هذه المناسبة المجيدة، تحية تقدير وعرفان لشهداء الثورة والكفاح المسلح والمقاومة الباسلة في مختلف المراحل وآخرها شهداء استعادة الدولة من مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا، والذين بذلوا أرواحهم ودماءهم الزكية الطاهرة من أجل وطنهم وكرامة وحرية شعبهم.. وتحية أيضا للجرحى الميامين الذين نشعر بآلامهم ونبذل كل الجهد لعلاجهم وتأهيلهم، والعمل بجهد على تخليص الأسرى والمختطفين من سجون المليشيا، ونشد على أيادي الرجال الأشاوس المرابطين في جبهات العزة والكرامة في كل ميادين الشرف والبطولة.

كما هي تحية واجبة لأشقائنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، الذين يواجهون معنا العدو الحوثي المتدثر برداء الكهنوتية البغيضة، وبحلة إيرانية فارسية توسعية، تتوهم بقدرتها على خلق موطئ قدم لها في خاصرة الجزيرة العربية.

 

تابعنا في Google News
زر الذهاب إلى الأعلى