ما فائدة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية؟ ..مجلة تركية تجيب «تقرير»

الانباء أونلاين – متابعات:
مع انتفاض شعوب العالم ضدّ المجازر الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة واستمرار دعوات المقاطعة المنتجات الإسرائيلية، يطرح البعض هذا السؤال.. هل ستكون هذه المقاطعة مفيدة؟
مجلة “كريتر” التركية أعدت تقريرا للإجابة عن هذا السؤال وتوضيح أهمية المقاطعة تأثيرها على إسرائيل وقدرتها على الاستمرار في ارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة
وذكرت المجلة التركية أن اللوبي الإسرائيلي وقدرته غلى التأثير المؤثرين في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والفنية وضغطه الشديد على أصحاب الضمائر الحية لكتم أصواتهم فإن رد الفعل ضد إسرائيل كان أقوى من هذه الضغوط.
تقول المجلة : في قطاع غزة المحاصر، الذي يعتبر “أكبر سجن في العالم”، يُعاني الفلسطينيون من فظائع لا تقل عن تلك التي حدثت في معسكرات الاعتقال النازية.
وأضافت :في هذا الوقت، يحاول أصحاب الضمير من جميع أنحاء العالم بذل قصارى جهدهم لوقف هذه المأساة بالعمل معا.
مشيرة إلى تنامي الاحتجاجات المتواصلة في كل العالم وتوجه الناس إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية باعتبارها من أقوى الأسلحة للرد على الإرهاب الإسرائيلي وما يقوم به من فظائع.
تتسائل المجلة :هل هذه الاحتجاجات وحملات المقاطعة جهود عبثية كما يزعم البعض؟ ثم تجيب بالنفي ثم التأكيد بأننا بدأنا نرى نتائجها على الصعيد الاقتصادي والدبلوماسي والنفسي.
أزمة اقتصادية لإسرائيل
من المتوقع أن تتعرض إسرائيل لأضرار اقتصادية كبيرة وغير مسبوقة بسبب حملة المقاطعة الشاملة التي انطلقت مع بدء العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ولا تزال مستمرة
وفي رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أشارت مجموعة من 300 اقتصادي إسرائيلي إلى خطورة الوضع الاقتصادي الراهن
وخاطبوهم الاقتصاديون بالقول : “أنتم لا تفهمون حجم الأزمة الاقتصادية التي يواجهها الاقتصاد الإسرائيلي”.متوقعين أن تتجاوز المقاطعة مجرد امتناع الناس عن شراء بعض السلع.
وأشارت المجلة إلى أن المرحلة الثانية والأهم من حملة المقاطعة هي إنتاج بدائل لمنتجات الشركات الإسرائيلية، والقضاء على التبعية الإسرائيلية في جميع القطاعات
فكلما زاد عدد المنتجات الوطنية المماثلة ومجالات استخدامها، زاد الضرر الذي سيلحق بالهيمنة العالمية لرأس المال اليهودي، وهذا هو الكابوس الذي يطارد الاقتصاديين الإسرائيليين.
وفقًا لتقرير أعدته مؤسسة “راند كوربوريشن” الأميركية عام 2015، تسببت المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل ما بين 2013 و2014 في خسارة تراكمية تقدر بحوالي 15 مليار دولار.
وأدت هذه الخسائر التي تكبدتها إسرائيل في هذه الحملة إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للفرد في إسرائيل بنسبة 3.4% لكن هذه الخسائر لا تقارن مع خسائر المقاطعة الحالية
حيث أن المقاطعة الحالية، تعد الأكبر والأطول و الأكثر انتشارا من حملات المقاطعات السابقة، مما يعني أن خسائرها ستكون أكبر بكثير من خسائر كل حملات المقاطعات السابقة
وستتسبب حملة المقاطعة الحالية بهزة مزلزلة للإقتصاد الإسرائيلي ويجعل إسرائيل عاجزة عن تمويل الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة فعندما لا يتم رفد الميزانية الإسرائيلية، بملايين الدولارات فلن تتمكن من شراء الأسلحة .
البُعد النفسي للمقاطعة
لم تقتصر نتائج حملة المقاطعة ضد إسرائيل المستمرة في البلدان العربية والإسلامية وكل الشعوب الحرة على البُعد الإقتصادي وحسب بل تعدته إلى البُعدين النفسي والدبلوماسي
بالنظر إلى البُعد النفسي للمقاطعة، ليس من السهل نفسيا القيام بذلك لأنه يتطلب تغييرا نشطا في العقلية للتخلي عن العادات الاستهلاكية.
عندما يتم مقاطعة الشركات التي تدعم إسرائيل، فإن الشخص يعلن للعالم بأسره أنه يقف ضد إسرائيل في قضية فلسطين، معترفا بأن إسرائيل تقتل الأبرياء بوحشية.
البُعد الدبلوماسي للمقاطعة
أما فيما يتعلّق بالبُعد الدبلوماسي والمكاسب التي حققتها حملة المقاطعة فإن قطع بعض الدول علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل أو خفضها إلى أدنى مستوى هي إحدى مكاسب الحملة
فيما تتواصل الاحتجاجات المنددة، بإرهاب الدولة الإسرائيلية وجرائمها بحق المدنيين في قطاع غزة في معظم العواصم العربية والاسلامية وحتى العواصم والجامعات الغربية
واستطاعت هذه الاحتجاجات ان تعزل إسرائيل وجعلتها منبوذة في الساحة الدولية، ووضعت مؤيديها من الساسيين الأمريكيين والأروبيين تحت ضغط شديد أمام شعوبهم.
ومن هذا المنطلق وبناء على كل ماسبق يتضح أهمية حملة المقاطعة الحالية ومدى تأثيرها المباشر وغير المباشر على إسرائيل سياسيا واقتصاديا وقدرتها على كبح جماحها.
وبالتالي فإن المشاركة في هذه الحملة ليست واجبا أخلاقيا فقط، بل هي واجب إنساني أيضا تجاه كل النساء والأطفال والشيوخ الذين تقتلهم إسرائيل في كل يوم في قطاع غزة.