بالفيديو .. فتح بوابات سد باغليهار رغم تعليق الهند لمعاهدة نهر السند: الدلالات والسياق

الأنباء أونلاين – متابعات:

تدفقت مياه نهر السند مجددًا باتجاه باكستان بعد أن فتحت الهند بوابتي سد “باغليهار” الواقع على نهر تشيناب في إقليم جامو وكشمير مما سمح بتدفق المياه نحو الأراضي الباكستانية.

جاء ذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يوم السبت، عن موافقة الهند وباكستان على اتفاق وقف إطلاق نار شامل وفوري، عقب تصاعد حدّة التوترات بينهما إثر هجوم.

وبدأت الأزمة الأخيرة بين الهند وباكستان في 22 أبريل الماضي، عقب هجوم نفّذه مسلحون مجهولون في إقليم كشمير، أسفر عن مقتل 26 سائحًا هنديًا وسائح نيبالي.

وفي اليوم التالي، علّقت الحكومة الهندية العمل بمعاهدة مياه نهر السند مع باكستان، متهمة إياها بدعم الإرهاب، رغم نفي إسلام آباد لاتهامات نيودلهي التي لا تستند إلى أي دليل.

واستمرت الهند في تصعيد الأزمة، واتخذت خطوات وصفتها باكستان بالعدائية، أبرزها تعليق العمل بمعاهدة مياه نهر السند التي تنظم تقاسم المياه بين الجارتين النوويتين.

مما جعل الحكومة الباكستانية تعتبر إعلان نظيرتها الهندية تعليق العمل بالمعاهدة  بمثابة إعلان حرب ضدها، إذ تُعد مياه نهر السند من أبرز ملفات النزاع بين إسلام آباد ونيودلهي.

وعقب إعلان الوسيط الأمريكي عن اتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، سارعت مصادر حكومية هندية للتأكيد على أن معاهدة مياه نهر السند لا تزال مُعلَّقة، بحسب وكالة رويترز.

وبعد ساعات من دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، فتحت الهند بوابتين من سد باغليهار، ما أدى إلى ارتفاع منسوب مياه نهر تشيناب المتجه إلى باكستان.

وفي تعليقها، برّرت السلطات الهندية فتح بوابات سد باغليهار بأنه جاء لتنظيم مستويات المياه المتزايدة في السد، بعد ارتفاع منسوب المياه نتيجة الأمطار الغزيرة.

واعتبرت هذه الخطوة ضرورية وفنية، ضمن إجراءات إدارة المياه في السد، لتجنّب فيضانات محتملة في المناطق الهندية القريبة من السد في ظل تقلبات الطقس.

في المقابل، أكدت مصادر باكستانية شبه رسمية أن السلطات الهندية فتحت بوابات سد باغليهار الواقع في منطقة رامبان بكشمير، رغم تهديدات ‎الهند بتعليق اتفاقية مياه السند.

مشيرة إلى أن السماح بتدفّق المياه باتجاه باكستان يُفسَّر – من وجهة نظر باكستانية – على أن ورقة المياه لم تُستخدم كسلاح، ما يعزّز من سردية الردع الباكستاني الفاعل.

خلفية الخبر

وُقّعت معاهدة مياه نهر السند بين الهند وباكستان في 19 سبتمبر 1960، بوساطة البنك الدولي، بهدف تنظيم تقاسم مياه نهر السند وروافده بين البلدين.

وخصصت الأنهار الشرقية (رافي، بيس، ستلج) للهند، والغربية (السند، جيلوم، تشيناب) لباكستان، مع السماح للهند باستخدام محدود للمياه في الأنهار الغربية لأغراض غير استهلاكية.

في 1999، بدأت الهند ببناء سد باغليهار كمشروع كهرومائي على نهر تشيناب في إقليم جامو وكشمير، وبدأ تشغيله على مرحلتين في عامي 2008 و2015، بقدرة 900 ميغاواط.

وأثار بناء السد جدلًا بين الهند وباكستان، حيث اعتبرت الأخيرة أن تصميم السد يمنح الهند قدرة على التحكم في تدفّق المياه، مما يشكّل تهديدًا لأمنها المائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى