96 ساعة بين اختطاف الصحفيين العيزري وقابل واستشهادهما تحت الأنقاض ..عقد على مذبحة هران

الأنباء أونلاين – وليد الجبر
تحلّ عليا غداً الأربعاء 21 مايو/أيار 2025 الذكرى العاشرة لواحدة مم أبرز المجازر التي ارتكبتها مليشيات الحوثي الإرهابية، وأكثر جرائمها بشاعة بحق الصحافة والصحفيين في اليمن، ضمن سجلّها الحافل بآلاف الانتهاكات المروّعة بحق المدنيين اليمنيين منذ بداية انقلابها.
قبل عقد من الزمن، شهدت محافظة ذمار تفاصيل مذبحة هران التي سقط فيها 51 معتقلاً مدنياً بين شهيد وجريح، بينهم الصحفيان يوسف العيزري وعبدالله قابل، اللذان لقيا حتفهما تحت أنقاض مبنى المتحف، بعدما احتجزتهما المليشيات فيه قسراً، واستخدمتهما دروعاًبشرية.
لتكون تلك اللحظات السوداء التي عاشتها الأسرة الصحفية في اليمن قبل نحو عشرة أعوام عصيّة على النسيان، وتبقى ذكرى هذه المذبحة محفورة في وجدان اليمنيين، لما حملته من استهتار صارخ بأرواح الصحفيين، وإمعان في قمع الحقيقة.
في هذا التقرير، يستعرض “الأنباء أونلاين” تسلسلاً زمنياً يوثّق أبرز الأحداث التي سبقت المذبحة بأيام، وما تلاها من مواقف ومطالبات وإدانات واسعة على الصعيدين المحلي والدولي، جميعها حمّلت مليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة.
الأربعاء 20 مايو 2015م
- صباحاً: توجه الصحفيان يوسف العيزري وعبدالله قابل، برفقة الصحفي حسين العيسي، إلى مديرية الحداء لتغطية مهرجان قبلي في منطقة زراجة.
- ظهراً: اعتقل أفراد نقطة الحرس الجمهوري في المدخل الشمالي لمدينة ذمار الصحفيين الثلاثة أثناء عودتهم من تغطية المهرجان، في آخر مهمة صحفية لهم.
- عصراً: سلم قائد النقطة الصحفيين المختطفين للقيادي الحوثي “أبو عبدالملك الشرفي”، الذي اقتادهم إلى مكان مجهول.
- مساءً: حاولت أسرتا العيزري وقابل التواصل مع قيادة جماعة الحوثي لمناشدتها الإفراج عنهما، أو الكشف عن مصيرهما، لكن محاولاتهما باءت بالفشل.
- مساءً: أصدر عدد من الصحفيين والحقوقيين في محافظة ذمار بياناً أدانوا فيه اختطاف الزملاء وطالبوا جماعة الحوثي بالإفراج الفوري عنهم.
الخميس 21 مايو 2015
- صباحاً: أصدرت أسرتا العيزري وقابل بياناً مشتركاً طالبتا فيه بنقل نجليهما من منطقة هران إلى مكان آمن، بعد ورود تقارير إعلامية تشير إلى أن المنطقة مهددة بالقصف.
- 4:45 عصرًا: استهدفت طائرات التحالف منطقة هران بست غارات جوية، خلفت عشرات الضحايا من المحتجزين في مبنى الرصد الزلزالي والمتحف الوطني.
- بعد الاستهداف: فرضت جماعة الحوثي طوقاً أمنياً مشدداً على المنطقة ومنعت الاقتراب، بما في ذلك أسر المعتقلين، قبل أن تسمح لاحقاً لفرق الإسعاف بالدخول إلى المنطقة.
- 6:35 مساءً: تم العثور على الصحفي حسين العيسي حيًا تحت الأنقاض، ونُقل إلى هيئة مستشفى ذمار.
- وفي المساء أيضا: ناشدت الأسرتان الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية التدخل العاجل للكشف عن مصير ابنيهما، اللذين لا يزالان تحت الأنقاض.
الجمعة 22 مايو
- أصدرت رابطة صحفيي محافظة ذمار بيانًا طالبت فيه بالكشف عن مصير الصحفيين المختطفين، وعلى رأسهم أمينها العام يوسف العيزري وزميله عبدالله قابل، وحمّلت جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن حياتهم.
السبت 23 مايو
- صباحاً :أصدرت نقابة الصحفيين اليمنيين بيانًا طالبت فيه بالكشف عن مصير العيزري وقابل والإفراج عنهما إن كانا لا يزالان على قيد الحياة.
- مساءً: أدانت الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح بذمار مذبحة هران، واعتبرت استخدام المختطفين كدروع بشرية جريمة حرب.
الإثنين 25 مايو
- صباحاً: نظّمت أسرتا العيزري وقابل وقفة نسوية أمام هيئة مستشفى ذمار للمطالبة بالكشف عن مصير الصحفيين.
- مساءً: عثرت فرق الإنقاذ وأهالي الضحايا على جثمان الصحفي عبدالله قابل تحت أنقاض مبنى المتحف، بعد خمسة أيام من البحث المتواصل.
الثلاثاء 26 مايو
- صباحاً: عُثر على جثمان الصحفي يوسف العيزري تحت أنقاض المتحف، بعد أقل من 12 ساعة على انتشال جثمان زميله قابل.
الأربعاء 27 مايو
- صباحًا: شُيّع جثمانا الشهيدين في موكب جنائزي مهيب وسط مدينة ذمار، بمشاركة جموع غفيرة من المواطنين.
- مساءً: نعت وزارة الإعلام في الحكومة الشرعية استشهاد الصحفيين، ووصفت استخدامهما كدروع بشرية بجريمة ضد الإنسانية.
- في ذات اليوم، جدّدت نقابة الصحفيين تحميل جماعة الحوثي المسؤولية المباشرة عن مقتل الزميلين.
الخميس 28 مايو
- أدان الاتحاد العام للصحفيين العرب في بيان شديد اللهجة مقتل العيزري وقابل، واتهم الحوثيين باستخدامهما كدروع بشرية داخل أحد معسكراتهم.
- في اليوم ذاته، دعا الاتحاد الدولي للصحفيين إلى فتح تحقيق دولي عاجل، وعبّر رئيس الاتحاد، جيم بوملحة، عن صدمته من “الاستهتار المخزي” بحياة الصحفيين.
والآن وبعد مرور عقد كامل على مذبحة هران، ورغم الإدانات والمطالبات المتكررة، لا يزال المتورطون في هذه المذبحة طلقاء، دون محاسبة، في مشهد يعكس هشاشة العدالة الدولية وعجزها أمام جرائم الحرب التي تمارس في اليمن منذ سنوات.
لتكون مذبحة هران شاهداً حياً على فداحة الانتهاكات التي طالت ولا تزال الصحافة والصحفين وعلى غياب الإرادة الدولية الجادة لملاحقة الجناة وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.