ترحيب واسع بقرار تمديد عمل مشروع «مسام» في اليمن لعام إضافي.. ماذا تعرف عن المشروع ؟

الأنباء أونلاين – عدن:

لقي قرار تمديد عمل مشروعه الإنساني لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام مسام لمدة عام إضافي، ترحيبًا واسعًا من القيادة اليمنية لما يمثله هذا القرار من أهمية بالغة في مواجهة واحد من أخطر التحديات التي تواجه المدنيين في البلاد.

فقد أشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي،في بيان نشرته وكالة سبأ الرسمية اليوم بقرار المملكة العربية السعودية،، بشأن تمديد عقد تنفيذ المشروع لعام إضافي بتمويل يبلغ (52,994,413) دولار

وعبر عن بالغ تقديره للأشقاء في المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ودعمها الثابت للشرعية، ومساندتها لجميع الجهود الرامية إلى استعادة مؤسسات الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.

مؤكدًا أن هذا القرار الإنساني يعكس التزامًا أخويًا نبيلًا تجاه اليمن وشعبه، ويُسهم في التخفيف من معاناة الحرب التي فجّرتها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.

كما أشاد الرئيس العليمي بقيادة المشروع وفرقه الميدانية من جهود  جبارة أسهمت في إنقاذ حياة آلاف اليمنيين واستعادة الأمان في مساحات واسعة من الأراضي اليمنية الملوثة بالألغام والمتفجرات وأثنى على قيادة المشروع ودورها في تأهيل الفرق المحلية ودعمها بالمعدات الحديثة،

مثمنا جهود مركز الملك سلمان للإغاثة وكافة المؤسسات والمشاريع السعودية في بلادنا، وبتدخلاتها الإنسانية، والخدمية، والإنمائية التي شملت مختلف المجالات

تجربة فريدة

من جانبه اعتبر  مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، العميد الركن أمين العقيلي،قرار  تمديد عمل مشروع “مسام”، بأنه “امتداد لمواقف المملكة الأصيلة تجاه الشعب اليمني ومساعدته في مواجهة أزماته، وفي مقدمتها كارثة الألغام التي تُعد من أكثر القضايا الإنسانية إلحاحًا وخطورة”.

وقال العميد العقيلي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن “مشروع مسام قدّم تجربة فريدة وغير مسبوقة في العمل الإنساني في المنطقة، بعد نجاحه في بيئة عمل معقدة، وظروف اقتصادية وأمنية بالغة الصعوبة، ليصبح نموذجًا يُحتذى به على مستوى العالم في مجال نزع الألغام في مناطق النزاع”.

وأوضح أن المشروع، الذي انطلق منتصف عام 2018، بكوادر سعودية وخبرات عالمية وفرق يمنية مدرّبة، تمكّن خلال سبع سنوات من نزع وتدمير أكثر من (500 ألف) لغماً وعبوة ناسفة ومخلفات حرب، موزعة على مساحة تُقدَّر بأكثر من (66 مليون) متر مربع من الأراضي اليمنية التي لوّثتها المليشيات الحوثية بالألغام والمتفجرات.

وبيّن أن هذه الجهود أسهمت في إعادة الأمل والحياة إلى مئات المناطق السكنية والزراعية، وتمكين آلاف الأسر من العودة الآمنة إلى منازلها ومزارعها، بعد سنوات من الخوف والعزل، بسبب زراعة الألغام بشكل واسع وعشوائي وبدون خرائط.

وأكد العميد العقيلي أن أهمية مشروع “مسام” لا تقتصر على الأرقام، بل تتجلى في الأثر الإنساني العميق الذي تركه في حياة المواطنين، من خلال إعادة الحياة إلى مناطق كانت محاصرة بالخوف والموت، وفتح الطريق أمام التنمية والخدمات، واستقرار بعض المناطق المحررة.

مشيرا إلى أن مشروع “مسام” عمل منذ انطلاقه بتكامل وثيق مع البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، وساهم في تدريب وتأهيل الكوادر المحلية، ورفدها بالمعدات والخبرات اللازمة، وفق أعلى معايير السلامة الدولية، وهو ما ساعد على تعزيز قدرات الفرق الوطنية ورفع جاهزيتها في التعامل مع التحديات المتزايدة بفعل استمرار زراعة الألغام من قبل المليشيات.

وعبّر مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام عن تقدير اليمن حكومةً وشعبًا لجهود الأشقاء في المملكة، على دعمهم الإنساني اللامحدود الذي يجسد عمق الروابط الأخوية، وحرص قيادة المملكة على تخفيف معاناة اليمنيين.

واختتم  تصريحه بالإشادة بقيادة مدير عام مشروع “مسام”، الأستاذ أسامة القصيبي، واصفًا إياه بأنه “أحد أعمدة نجاح المشروع منذ تأسيسه وحتى اليوم، لما اتسم به من حكمة، وصبر، وشجاعة، وإنسانية، أسهمت في نجاح فرق المشروع في الميدان وتحقيق إنجازات ملموسة”.

 خلفية عن القرار:

وكان  مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قد أعلن أمس الخميس عن تمديد عقد تنفيذ مشروع “مسام” لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام لمدة عام إضافي، ابتداءً من يونيو 2025 وحتى يونيو 2026، وذلك بتمويل بلغت قيمته 52,994,413 دولار أمريكي.

وأوضح أن  هذا القرار بعد تقييم شامل للنتائج الميدانية والإنسانية التي حققها المشروع منذ انطلاقه في منتصف عام 2018، واستجابة لمناشدات الحكومة اليمنية المتكررة بضرورة استمرار المشروع في ظل استمرار تهديد الألغام المزروعة من قبل جماعة الحوثي في عدد كبير من المحافظات اليمنية، بما في ذلك مناطق مدنية وزراعية ومدارس وطرقات عامة.

مشيرا إلى أن القرار  يعكس التزام المملكة  بدعم الاستقرار الإنساني في اليمن، ويأتي ضمن أوسع حزمة من المساعدات والمشاريع التي يرعاها مركز الملك سلمان في عدة قطاعات، خاصة في ظل عجز الحكومة اليمنية عن التعامل منفردة مع ملف الألغام الذي يُعد من أخطر التحديات التي خلفتها الحرب.

 خلفية عن مشروع “مسام”:

هو مشروع سعودي إنساني أطلقه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رسميًا في يونيو 2018 بهدف تطهير الأراضي اليمنية من الألغام والعبوات الناسفة ومخلفات الحرب.

ينفذ المشروع بالشراكة مع خبراء دوليين ومحليين، بقيادة المدير العام أسامة القصيبي، وبالتنسيق الوثيق مع البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام في اليمن.

ويهدف المشروع إلى نزع الألغام المزروعة في المناطق السكنية والزراعية والطرقات والمدارس وتدميرها بطرق آمنة لضمان عدم إعادة استخدامها بعد نزعها

بالإضافة إلى تدريب وتأهيل فرق هندسية محلية على التعامل مع الألغام بكفاءة ومهنية و العمل على رفع الوعي المجتمعي حول مخاطر الألغام من خلال حملات إعلامية وتوعوية.

يبلغ عدد الفرق الهندسية التابعة للمشروع أكثر من 45 فريقًا ميدانيًا، تشمل مهندسين وخبراء وفنيين موزعة في عدةمحافظات مستهدفة: تشمل شبوة، مأرب، الجوف، تعز، الحديدة، صعدة، البيضاء، والضالع، وغيرها.

وحقق المشروع العديد من الإنجازات أبرزها تمكنه منذ بداية عمله في اليمن حتى نهاية شهر مايو الجاري من نزع أكثر من 500,000 لغم وعبوة ناسفة ومخلفات الحرب متفجرة فضلا عن تطهيره حوالي 66 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية التي كانت ملوثة بالألغام.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى