الراشد: لهذه الأسباب .. تفوّقت إسرائيل في حربها في لبنان وفشلت بأدائها “الاستعراضي” في اليمن

الأنباء أونلاين – متابعات:
قال رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الأسبق الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد، أن إسرائيل أظهرت تفوقًا عسكريًا ساحقًا في حربها ضد “حزب الله” اللبناني، مقارنةً بأدائها “الاستعراضي غير الفعال ضد جماعة الحوثي في اليمن
وذكر الراشد في مقال تحليلي نُشرته الصحيفة اللندنية اليوم الأربعاء، تحت عنوان “إسرائيل… لماذا تفوَّقت في لبنان وليس في اليمن؟” إن “العمليات الإسرائيلية ضد الحوثي، حتى الآن، تشبه في محدوديتها وعشوائيتها الحرب التي خاضتها إسرائيل في لبنان عام 2006، رغم أن الحوثيين لا يملكون قدرات دفاعية جوية أو ترسانة صاروخية كالتي يمتلكها حزب الله”.
مبينا أن الفارق بين الجبهتين كبير، حيث نجحت إسرائيل في لبنان بتصفية قيادات عليا من حزب الله وتدمير جزء كبير من ترسانته الهجومية، فيما استهدفت في اليمن مرافق مدنية ومطارات دون تأثير يُذكر على قدرات الحوثيين.
استعرض الراشد نقاط التفوق الإسرائيلي في لبنان، حيث تمكنت تل أبيب خلال 13 شهراً من استهداف معظم قيادات الحزب وتدمير قدراته الهجومية، بينما لم تتعرض البنية التحتية اللبنانية لأضرار كبيرة، وظلت الحياة المدنية شبه طبيعية، حتى أن مطار بيروت ظل مفتوحاً في أوج القصف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية.
وأضاف : أما في اليمن، فقد شملت الهجمات الإسرائيلية قصف مطار صنعاء وتدمير آخر طائرة مدنية، رغم أنها مملوكة للحكومة الشرعية، وهو ما اعتبره الراشد مؤشراً على غياب بنك أهداف فعال لإسرائيل في اليمن، واعتمادها على ضربات عشوائية.
مرجعا أسباب هذا الأداء الإسرائيلي المتواضع في اليمن إلى سببين: الأول، أن إسرائيل تفتقر إلى شبكة استخباراتية واسعة داخل اليمن كما في لبنان، حيث استطاعت اختراق حزب الله والتجسس على قياداته على مدى سنوات. والثاني، أن تل أبيب لا تسعى حالياً لتوسيع دائرة الحرب، وتكتفي بردود عقابية محدودة تتناسب مع حجم التهديد الحوثي.
وتطرق إلى أسباب استمرار الحوثيين، إطلاق المسيّرات والصواريخ، باتجاه اسرائيل قائلا رغم تأثيرها المحدود” ولا تمثل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل :على الرغم من قصف إسرائيل لعدد من مواقع الحوثيين افتقارهم للدفاعات الجوية أو ترسانة صاروخية ضخمة إلا انهم لا يزالون يواصلون إطلاق المسيّرات والصواريخ على اسرائيل
مشيراً إلى أن هذه المسيرات والصواريخ التي وصفها بأنها “محدودة التأثير” ولا تمثل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل ، لكنها نجحت في شل الحركة الجوية وإرسال السكان إلى الملاجئ لفترات قصيرة.
ورجح الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد في مقاله التحليلي إلى احتمالية انتظار الحكومة الإسرائيلية اتفاقًا مع الحوثيين لوقف الهجمات، على غرار التفاهمات التي تمت سابقًا بين الحوثيين مع واشنطن.
ووصف جماعة “الحوثي كالفراشة الليلية التي تلقي بنفسها في النار، فتبدو متقدمة بإطلاق الصواريخ، لكنها في الحقيقة ميليشيا بدائية أقرب لمقاتلي الكهوف”.
مشيرا إلى أن جماعة الحوثي، رغم استخدامها الطائرات المسيّرة والصواريخ، لا تزال قوة ميليشياوية بدائية تشبه «داعش» و«القاعدة»، وتُحكم سيطرتها على المدن باستخدام الترهيب، في حين تعتمد في الريف على تحالفات قبلية مرنة قد تتخلى عنها إذا ضعفت قوتها العسكرية.