منظمات أممية تحذر من تفاقم حاد في انعدام الأمن الغذائي بمناطق الحكومة الشرعية

الأنباء أونلاين – عدن :

حذر بيان مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة اليونيسف، من تدهور حاد في وضع الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية الشرعية، مؤكداً أن نحو نصف السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد ويكافحون لتأمين وجبتهم القادمة.

وقال البيان، الذي تلقى “الأنباء أونلاين” نسخة منه، إن آخر تحديث جزئي للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) أظهر أن ما يقارب 4.95 مليون شخص في المحافظات الجنوبية يواجهون انعدام أمن غذائي يصل إلى مستوى الأزمة أو ما هو أسوأ (المرحلة 3+)، بينهم 1.5 مليون في حالة طوارئ (المرحلة 4)، بزيادة 370 ألف شخص مقارنةً بالفترة من نوفمبر 2024 إلى فبراير 2025.

وتوقع البيان تفاقم الوضع بين سبتمبر 2025 وفبراير 2026، مع احتمال أن يدخل 420 ألف شخص إضافي في مرحلة الأزمة أو ما هو أسوأ، ما سيرفع العدد الإجمالي إلى 5.38 مليون شخص، وهو ما يزيد على نصف سكان هذه المحافظات.

وأرجعت المنظمات الأممية أسباب هذه الزيادة إلى الأزمات المتداخلة، منها التدهور الاقتصادي المستمر، وانخفاض قيمة العملة في المحافظات الجنوبية، والصراع المستمر، والظواهر الجوية القاسية المتكررة، بالإضافة إلى تأخر موسم الزراعة، وارتفاع مخاطر الفيضانات في يوليو، وانتشار أمراض النبات والثروة الحيوانية، لا سيما الجراد الصحراوي، مما يزيد من الضغوط على الوضع الهش للسكان.

وأشارت المنظمات في بيانها المشترك إلى أنها تقوم بإعادة ترتيب أولويات جهودها، مستهدفةً المناطق عالية الخطورة بتدخلات متكاملة تشمل الأمن الغذائي، والتغذية، والمياه، والصرف الصحي، والصحة، والإصحاح البيئي، إلى جانب الحماية، لتعظيم الأثر المنقذ للحياة.

ودعت إلى تقديم مساعدات عاجلة ومستدامة لدعم سبل العيش ومنع المجتمعات من الانزلاق في حالة أعمق من انعدام الأمن الغذائي، وضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية وتوفير فرص اقتصادية لكسب العيش.

وأوضح نائب مدير برنامج الأغذية العالمي في اليمن، سيمون هوليما، أن “تزايد عدد الأشخاص الذين لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية أمر مثير للقلق، في وقت نواجه فيه تحديات تمويل غير مسبوقة”

مؤكداً أن “الدعم الفوري ضروري لضمان استمرار تقديم المساعدة للأسر الأكثر ضعفاً التي لا تجد ملاذاً آخر”.

من جانبه، أكد ممثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في اليمن، الدكتور حسين جادين، أن “الوضع حرج ويتطلب تدخلاً عاجلاً، وأن الزراعة هي مفتاح إنهاء أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن”

مبيناً أن تأخر هطول الأمطار وعدم كفايتها في أبريل ألقت بظلالها على موسم الزراعة الحالي، ما يهدد سبل العيش الزراعية الهشة وتوافر الغذاء.

وشدد جادين على أن “الدعم العاجل يمكن أن ينشط الإنتاج الغذائي المحلي، ويحمي سبل العيش، ويساعد في الانتقال من الأزمة إلى بناء القدرة على الصمود بكفاءة وفعالية”

مشيراً إلى أن النازحين داخلياً، والأسر الريفية ذات الدخل المنخفض، والأطفال الضعفاء يتأثرون بشكل خاص بسبب خفض التمويل، وتراجع فرص كسب العيش، وضعف آليات التكيف.

بدوره، كشف ممثل اليونيسف في اليمن، بيتر هوكينز، أن “حوالي 2.4 مليون طفل دون سن الخامسة، و1.5 مليون امرأة حامل ومرضع يعانون من سوء التغذية الحاد في اليمن، مما يعرضهم لخطر أكبر للإصابة بالأمراض وتأخر النمو والوفاة”

محذراً من أن بيانات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي تشير إلى تدهور الوضع في 5 مناطق على الأقل من أصل 17 منطقة معيشية في مناطق الحكومة اليمنية، مؤكداً اتخاذ الترتيبات اللازمة لتوسيع نطاق التدخلات التي يجب أن تكون مستدامة لمواجهة الأزمة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى