ذا أتلانتك: قوى إيرانية تبدأ ترتيبات ما بعد خامنئي وتسعى لتشكيل قيادة بديلة للتفاوض مع واشنطن

الأنباء أونلاين – متابعات :
كشفت مجلة ذا أتلانتك الأميركية أن الهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية ليلة السبت، فاقمت الجدل داخل طهران بشأن مستقبل البلاد، وما إذا كان ينبغي للمرشد الأعلى علي خامنئي البقاء في السلطة من عدمه، وسط مؤشرات على بدء جهات نافذة في الإعداد لمرحلة ما بعده.
ونقل تقرير المجلة عن مصدرين شاركا في مناقشات داخلية، أن مجموعة من رجال الأعمال الإيرانيين، والشخصيات السياسية والعسكرية، وأقارب رجال دين رفيعي المستوى، بدأوا في وضع خطة لإدارة إيران بدون خامنئي، سواء في حالة وفاته – إذ يبلغ 86 عامًا – أو في حال إزاحته من السلطة.
وأشار التقرير إلى أنه من الناحية الدستورية، يتوجب على مجلس الخبراء، المؤلف من 88 رجل دين، التصويت على عزل خامنئي، لكن تنظيم مثل هذا التصويت في ظل الأوضاع الحالية يبدو مستبعدًا.
وأضاف أن هناك إمكانية لتهميش المرشد بشكل غير رسمي من خلال ضغوط من جهات مطلعة، أو إقناعه بتسليم السلطة الفعلية إلى شخصية بديلة بشكل مؤقت.
وأوضح التقرير أن المخططين اتفقوا على تشكيل لجنة قيادية مكوّنة من عدد قليل من كبار المسؤولين لإدارة البلاد، والتفاوض على صفقة مع الولايات المتحدة لوقف الهجمات الإسرائيلية.
وبين التفاصيل التي أوردها، ذُكر أن الرئيس السابق حسن روحاني – رغم عدم مشاركته في المناقشات – يُنظر إليه كمرشح لتولي دور قيادي في اللجنة المقترحة.
كما أورد التقرير أن بعض المسؤولين العسكريين الذين يشاركون في هذا التوجه كانوا على اتصال منتظم بنظرائهم في دول كبرى، سعياً للحصول على دعم لتغيير مسار إيران وتركيبة قيادتها.
وقال أحد المشاركين في المحادثات: “فكرتنا واحدة فقط. طهران الآن مليئة بمثل هذه المؤامرات. كما أنهم يتحدثون مع الأوروبيين حول مستقبل إيران. يعلم الجميع أن أيام خامنئي معدودة. حتى لو بقي في منصبه، فلن تكون له سلطة فعلية”.
وعقب القصف الأميركي والانفجارات التي هزّت نطنز وفوردو وأصفهان، قال المصدر ذاته: “أعتقد أن فرص نجاحنا في تهميش خامنئي بطريقة ما قد ازدادت الآن. لكننا جميعًا قلقون وغير متأكدين. وقد يحدث العكس تمامًا”.
وأشار التقرير إلى أن روايتَي واشنطن وطهران حول حجم الأضرار تتضاربان. ففي حين وصفت الولايات المتحدة الضربات بأنها “نجاح باهر”
مدّعيًا الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن برنامج إيران النووي “دُمّر”، قللت طهران من أهمية الأضرار، مشيرة إلى أنها نقلت موادها النووية مسبقًا، وأن الضربات لم تخترق المواقع المحصنة.
وكشف التقرير عن انقسام بين المطلعين على النقاشات حول كيفية الرد على الهجمات الأميركية. فبينما يدعو فريق إلى التوصل لاتفاق حتى ولو تطلّب الأمر التخلي عن خامنئي، يرى آخرون أن عدم الرد سيستدعي المزيد من العدوان، ويُطالبون بالتصعيد.
وقال مصطفى نجفي، الخبير المقيم في طهران والمقرّب من المؤسسة الأمنية الإيرانية، عقب الهجمات: “سترد إيران وستتوسع الحرب، حتى لو كان ذلك مؤقتًا”
موضحًا أن إيران سعت حتى الآن إلى تجنب جرّ الولايات المتحدة إلى الحرب، ولم تُفعّل حلفاءها من الميليشيات الإقليمية ضد المصالح الأميركية في المنطقة، إلا أن الضربة الأميركية المباشرة قد تغيّر هذا التوازن.
ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن خيارات طهران تظل محدودة. فـ”حزب الله اللبناني أصبح باهتًا”، بحسب وصف المجلة، ولم يُبدِ رغبة في الانضمام إلى الحرب، فيما تشهد العراق حملة انتخابية وطنية تجعل الميليشيات الموالية لطهران حذرة من التورط في صراع مفتوح قد يكلّفها سياسيًا.
ونقل التقرير عن بعض المسؤولين في المؤسسة الحاكمة الإيرانية إشارتهم إلى احتمال انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي، والسعي علنًا إلى التسلح النووي، وهو موقف بات يُعبّر عنه حتى من قبل بعض الأوساط الوسطية في النظام.
ورجّح التقرير أن تلجأ إيران في الأيام المقبلة إلى ردّ رمزي، مرجّحًا استهداف قواعد أميركية في العراق، بحسب مجتبى دهقاني، الخبير المقيم في أوروبا والمطّلع على دوائر القيادة الإيرانية.
لكن دهقاني حذّر من أن مثل هذا الرد قد يؤدي إلى توسيع رقعة الحرب، وانهيار النظام الحالي، ما قد يتيح لفصيل منافس الاستيلاء على السلطة والدفع باتجاه السلام مع الولايات المتحدة.