مع نهاية الحرب الإيرانية الإسرائيلية… حساب الأرباح والخسائر” «تقرير»

الأنباء أونلاين – متابعات:
كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء عن الأرباح والخسائر التي تكبدتها الأطراف الرئيسية في الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، عقب الإعلان المفاجئ عن وقف إطلاق النار، أعقاب هجوم إيراني محدود استهدف قاعدة العديد الأميركية في قطر، دون أضرار تُذكر.
وذكرت الصحيفة في تقريرها إن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عن إنهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية شكّل مفاجأة للعواصم الإقليمية والدولية، خاصة مع تزامنه ما وصفته بـ”رد مبرمج” من إيران، جرى تنسيقه مسبقاً مع واشنطن، بهدف حفظ ماء الوجه دون التصعيد إلى مواجهة أوسع
وطرحت الصحيفة اللندنية في تقريرها التحليلي تساؤلاً محورياً: مع انتهاء الحرب الإيرانية – الإسرائيلية ماذا حققت الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل من هذه المواجهة، في حال صمد اتفاق وقف إطلاق النار بينهم.
الولايات المتحدة: الحاسمة
ترى الشرق الأوسط أن واشنطن نجحت في تأكيد دورها بوصفها اللاعب الأول في الشرق الأوسط، حيث وجهت ضربة قاصمة إلى منشآت إيران النووية دون الانخراط في حرب شاملة، وهو ما أسقط الذريعة التي اعتمدتها إسرائيل لتبرير هجومها.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل لم تكن لتبدأ هذه الحرب أو تنهيها دون التفاهم الكامل مع واشنطن، التي أثبتت مرة أخرى أنها تمتلك آلة حربية غير مسبوقة من حيث الدقة والفاعلية.
مشيرة إلى أن هذه المواجهة قد أبانت أيضا حدود الأدوار الدولية الأخرى، إذ بدا الدور الأوروبي محدوداً، والروسي منسجماً فقط مع الخطط الأميركية، بينما ظلت الصين “بعيدة وعاقلة” رغم مصالحها العميقة في بقاء مضيق هرمز مفتوحاً.
ترامب: اللاعب الأول
لفتت الشرق الأوسط في تقريرها إلى أن اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يظل اللاعب الأبرز في هذا المشهد المعقّد، إذ تمكن من الجمع بين الحسم العسكري والاحتواء السياسي، وأعاد تموضع بلاده كلاعب لا غنى عنه في معادلات القوة بالمنطقة.
مؤكدة أن الرئيس ترمب قد اظهر خلال إدارته لهذه الأزمة براعة في المزج بين التهديد والدبلوماسية، إذ وجّه ضربات دقيقة، ثم سارع لدعوة إيران إلى طاولة المفاوضات.
إيران: امتصاص الضربة
بحسب التقرير، ورغم الضربة الموجعة التي تلقتها في منشآتها النووية، لم تفقد إيران توازنها السياسي أو العسكري، ونجحت في إطلاق صواريخ ألحقت أضرارًا واسعة داخل مدن إسرائيلية، في مشاهد وصفتها الصحيفة بأنها غير مسبوقة منذ قيام الدولة العبرية.
مبينة أن طهران قد أثبتت قدرتها على شنّ حرب استنزاف ضد إسرائيل، وإن كانت محدودة، كما نجحت في تفادي تحول شعار “إسقاط النظام” إلى هدف مشترك بين واشنطن وتل أبيب.
لكن على الجانب الآخر، أظهرت المواجهة افتقار إيران لحليف دولي بحجم الولايات المتحدة، وفشلها في تفعيل أذرعها في غزة ولبنان، بسبب ما لحق بها بعد عملية “طوفان الأقصى”، بينما سجلت إسرائيل تفوقًا واضحًا في مجال التكنولوجيا والاختراق الاستخباراتي داخل العمق الإيراني.
إسرائيل: تفوق استخباراتي
في الجانب الإسرائيلي، قالت الصحيفة إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نجح في إقناع إدارة ترمب بتنفيذ ضربات مباشرة للمنشآت النووية الإيرانية التي لا تستطيع تل أبيب استهدافها بمفردها.
وأبرز التقرير نجاح سلاح الجو الإسرائيلي في فرض سيطرة جوية على الأجواء الإيرانية خلال أيام، وهو إنجاز لم تحققه روسيا حتى بعد ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا. كما لعب “الموساد” دورًا حاسمًا في إدارة المعركة، ونشرت تل أبيب مقاطع مصوّرة لما وصفته بعمليات “فرع طهران” التابع له.
ويستطيع نتنياهو، وفق التقرير، الادعاء بأنه خاض “معركة وجودية”، وحقق أهدافاً استراتيجية كبرى، من بينها إخراج إيران من سوريا، وتقييد قدرة “حزب الله” على شن هجمات، وفرض توازنات جديدة في المنطقة تؤكد أن إسرائيل تمتلك القوة الضاربة الأولى.
ومع ذلك، ترى الصحيفة أن هذه النجاحات قد تكون آنية، إذ إن فترة الهدوء المقبلة ستفتح الباب أمام خصوم نتنياهو داخلياً لطرح تساؤلات حول كلفة هذه الحرب، في حين يتوقع أن تعود التوترات مجددًا في ملف غزة و”حل الدولتين”.
خلفية
صباح 13 يونيو:
اندلعت الحرب الإيرانية – الإسرائيلية عقب هجوم واسع نفذه سلاح الجو الإسرائيلي على عشرات المواقع النووية والعسكرية الحساسة داخل إيران، في واحدة من أعنف الهجمات في تاريخه، أطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”.
استهدفت العملية منشآت نطنز، وأصفهان، وفوردو النووية، إلى جانب مواقع عسكرية في محيط العاصمة طهران. وأسفرت الغارات أيضًا عن اغتيال مجموعة من كبار قادة الجيش الإيراني والحرس الثوري، إلى جانب نخبة من أبرز علماء إيران النوويين.
مساء 13 يونيو:
ردّت إيران سريعًا عبر هجوم صاروخي واسع، أطلقت فيه مئات الصواريخ الباليستية وأسرابًا من الطائرات المسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، مستهدفة تل أبيب وحيفا والنقب ومواقع استراتيجية في الجنوب، ما تسبب في مقتل وجرح العشرات، إضافة إلى تضرر البنية التحتية في أكثر من مدينة.
من 14 إلى 22 يونيو:
تبادلت طهران وتل أبيب الهجمات والهجمات المضادة بوتيرة تصاعدية، حيث كثّفت إيران من استخدام صواريخها الدقيقة والطائرات المسيّرة، فيما اعتمدت إسرائيل على غارات جوية مركزة وهجمات إلكترونية لاختراق أنظمة الدفاع والسيطرة في العمق الإيراني.
زامتدت المواجهة لتشمل ساحات إقليمية عبر وكلاء طهران في اليمن وسوريا ولبنان، ما زاد من تعقيد المشهد الإقليمي، وسط تحذيرات دولية من اتساع رقعة الحرب.
فجر 21 يونيو:
دخلت الولايات المتحدة رسميًا على خط المواجهة، وأطلقت عملية عسكرية محدودة أُطلق عليها اسم “Midnight Hammer”، استهدفت فيها منشأة “فوردو” النووية باستخدام صواريخ توماهوك وقنابل خارقة للتحصينات، أُطلقت من قواعد أميركية في الخليج العربي.
وبرّرت واشنطن تدخلها بأنه يهدف إلى “منع إيران من إعادة بناء قدراتها النووية سريعاً”، مؤكدة أنها لا تسعى لتوسيع الصراع، لكنها لن تسمح لطهران بإعادة التخصيب أو إنتاج رؤوس نووية.
في 22 يونيو:
ردّت إيران على الضربة الأميركية بإطلاق عدة صواريخ باليستية باتجاه قاعدة “العديد” الجوية الأميركية في قطر، في هجوم وصف بـ”المنسق”، حيث أُبلغت واشنطن مسبقًا عبر وسطاء إقليميين، مما سمح لقواتها باتخاذ الاحتياطات اللازمة وتفادي أي خسائر بشرية أو مادية تُذكر.
وصفته وسائل إعلام أميركية بأنه “ردّ لحفظ ماء الوجه”، يهدف إلى تجنّب التصعيد الشامل مع الولايات المتحدة.
في 23 يونيو:
كثفت كل من قطر وسلطنة عمان تحركاتهما الدبلوماسية في محاولة لاحتواء التصعيد، بتنسيق مباشر مع البيت الأبيض. في الوقت ذاته، صدرت تصريحات رسمية من طهران تُبدي “الانفتاح على التهدئة” بشرط وقف الهجمات الإسرائيلية.
من جانبها، أعلنت إسرائيل أنها “أنجزت أهدافها الاستراتيجية” من العمليات العسكرية، معتبرة أن قدرات إيران النووية قد “تراجعت إلى الخلف لعقد كامل على الأقل”.
في 24 يونيو:
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في خطاب مفاجئ، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الشامل بين إسرائيل وإيران، ووجّه الشكر لطهران لـ”إبلاغها المسبق” عن بعض الهجمات، معتبرًا أن بلاده “أوقفت حرباً كانت ستُغرق الشرق الأوسط في جحيم لا يُحتمل”.
ووصف الاتفاق بأنه “انتصار للعقلانية والدبلوماسية بعد أسبوع من الجنون العسكري”، مؤكداً أن واشنطن ستقود جهودًا دولية لإعادة ضبط الوضع في الإقليم ومنع تكرار هذا السيناريو مستقبلاً.