رسمياً: اليمن تحتج لدى مجلس الأمن وتطالب بموقف دولي حازم ضد تدخلات إيران

الأنباء أونلاين – نيويورك :
قدّمت الحكومة اليمنية، اليوم، مذكرة احتجاج رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، أدانت فيها استمرار التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن اليمني وطالبت بموقف دولي رادع لها
جاء ذلك في مذكرة وجّهها وزير الخارجية وشؤون المغتربين، الدكتور شائع محسن الزنداني، إلى الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي، السفير الباكستاني عاصم افتخار أحمد، وسلّمها له المندوب الدائم للجمهورية اليمنية لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله السعدي.
وطالب الوزير الزنداني في مذكرته مجلس الأمن باتخاذ موقف دولي حازم لردع هذه التدخلات، التي وصفها بـ”الانتهاكات الخطيرة لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن”، كاشفاً عن تفاصيل ضبط واحدة من أكبر شحنات الأسلحة الإيرانية المهرّبة في المياه الإقليمية اليمنية بتاريخ 27 يونيو 2025، والتي كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي الإرهابية.
وأوضح أن الشحنة بلغت نحو 750 طناً من الأسلحة والمعدات الحربية المتطورة، شملت منظومات صاروخية بحرية وجوية، وأنظمة دفاع جوي، وطائرات مسيّرة هجومية واستطلاعية، ورادارات، وأجهزة تنصّت، وصواريخ “كونكورس” مضادة للدروع، ومدفعيات، وقناصات، وكميات ضخمة من الذخائر المتنوعة.
مبيّناً أن التحقيقات التي أجراها خبراء عسكريون أثبتت أن هذه الأسلحة تحمل علامات تجارية وأرقاماً تسلسلية مطابقة لمنتجات عسكرية إيرانية، كما احتوت بعض المعدات على كتيبات تشغيل باللغة الفارسية، ما يثبت مصدرها الإيراني بشكل قاطع.
وأشار إلى أن هذه العملية تمثّل حلقة جديدة في سلسلة التدخلات الإيرانية في اليمن، في انتهاك مباشر لقراري مجلس الأمن 2140 (2014) و2216 (2015)، وتأتي ضمن دعم إيراني مستمر لمليشيات الحوثي التي تواصل شن هجمات إرهابية على المدنيين والبنية التحتية في اليمن ودول الجوار، إلى جانب استهداف السفن وناقلات النفط في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
لافتا إلى أن الهجوم الذي شنّته المليشيات الحوثية مؤخراً على السفينتين “MAGIC SEAS” و”ETERNITY C”، وأسفر عن غرقهما ومقتل وفقدان عدد من أفراد طاقميهما، يُعد دليلاً دامغاً على خطورة الدعم الإيراني المتواصل للحوثيين، وما يمثّله من تهديد مباشر لأمن وسلامة الملاحة الدولية.
وأكد وزير الخارجية أن الدعم العسكري والمالي والتقني الذي تقدّمه طهران للحوثيين يكرّس مشروعاً إيرانياً توسّعياً في المنطقة، ويقوّض فرص التوصّل إلى تسوية سياسية شاملة، ويطيل أمد الصراع، ويعمّق المأساة الإنسانية في اليمن.
ودعا مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياتهم في مواجهة هذه الانتهاكات الإيرانية المتكرّرة، من خلال الإدانة الصريحة لخروقات طهران لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بحظر الأسلحة، وتعزيز جهود الرقابة الدولية عبر دعم آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM)، والإسراع في استكمال تعيين فريق الخبراء المعني باليمن لضمان توثيق الانتهاكات واستمرار المساءلة.
مشدّدا على ضرورة فرض عقوبات فاعلة على شبكات تهريب السلاح، سواء داخل إيران أو خارجها، وتحميل النظام الإيراني المسؤولية الكاملة عن الأنشطة التي تهدد الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة، وتقوّض قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وحذّر الزنداني في مذكرته من استمرار تجاهل المجتمع الدولي لانتهاكات إيران، مؤكداً أن مليشيا الحوثي تواصل استخدام سواحل الحديدة التي تسيطر عليها لأغراض عسكرية، وكممرّات لتهريب الأسلحة الإيرانية، في خرق واضح لاتفاق ستوكهولم.
وجدد التأكيد على أن استعادة الدولة اليمنية وبسط سلطتها على كامل الأراضي والسواحل هو الضمان الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، محذّراً من أن غياب الردع الجاد لتلك الانتهاكات يمنح طهران غطاءً لمواصلة دعمها للمليشيات الحوثية.
مختتماً مذكرته بالقول : إن حفظ الأمن والسلم في اليمن والمنطقة يتطلّب موقفاً دولياً حازماً يُلزم إيران بوقف تدخلاتها، ويدعم جهود الحكومة اليمنية في استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء معاناة الشعب اليمني.