السلطة المحلية بمحافظة المهرة تعلق على قرار الإفراج عن القيادي الحوثي محمد الزايدي

الأنباء أونلاين – المهرة :
علّق مصدر مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة المهرة، مساء اليوم، على قرار الإفراج عن القيادي في مليشيات الحوثي الشيخ محمد أحمد الزايدي بعد ثلاثة أسابيع من اعتقاله في منفذ صيرفيت أثناء محاولته مغادرة البلاد.
وأكد المصدر المسؤول في تصريح صحفي نقلته وكالة سبأ الرسمية، أن كافة الإجراءات التي تم اتخاذها بحق المدعو محمد بن أحمد الزايدي جاءت ضمن مسارات قانونية بحتة، وشملت احترام الضوابط النظامية والمعايير الحقوقية والإنسانية، بعيداً عن أية اعتبارات أخرى.
مُبيناً أن قرار الإفراج المؤقت عن الزايدي جاء بعد استكمال كافة الإجراءات القانونية، وتقديم الضمانات الشرعية والقانونية المعتمدة، إلى جانب تسليم نجله وابن شقيقه، نظراً للحالة الصحية التي يعاني منها الأب، حيث أُثبتت إصابته بمرض في القلب، وهو بحاجة ماسة للعلاج خارج البلاد.
وأوضح المصدر أن القرار استند إلى نتائج التحقيقات الأولية المرفوعة من قبل الأجهزة الأمنية والنيابة العامة، والتي أكدت أن الإجراءات المتبعة كانت ملتزمة بالأطر القانونية، مع التشديد على استمرار المتابعة الدقيقة لمجريات القضية في كافة مراحلها القانونية والقضائية.
مُشدداً أن حق الشهداء الذين سقطوا في كمين مسلح استهدف ضباطاً من القوات المسلحة لن يسقط بالتقادم، وأن الدولة لن تتهاون في ملاحقة الجناة والفاعلين الرئيسيين في تلك الجريمة، وستعمل على تقديمهم للعدالة دون أية مجاملة أو تهاون.
وبشأن المجاميع المسلحة القادمة من خارج محافظة المهرة، أوضح المصدر المسؤول بأن تلك المجاميع قد غادرت المحافظة بالفعل، التزاماً بالمهلة الزمنية التي مُنحت لها، والتي انتهت عند الساعة الثالثة من عصر يوم الاثنين الماضي 28 يوليو 2025م.
مُشيراً إلى أن أي تواجد مسلح خارج الأطر الرسمية بعد هذه المهلة ستعتبره السلطة المحلية وأجهزتها تهديداً مباشراً لأمن المحافظة، وسيتم التعامل معه وفق ما تقتضيه الإجراءات الأمنية والقانونية.
وأعربت السلطة المحلية بمحافظة المهرة عن شكرها لمشايخ المهرة ومشايخ اليمن عموماً، والوسطاء الذين أسهموا في نزع فتيل الأزمة، مُشيدة بروح الحكمة والمسؤولية التي أبدوها حفاظاً على السلم الاجتماعي واستقرار المحافظة.
مجددة تأكيد التزامها الكامل بسيادة النظام والقانون، وأن تبقى محافظة المهرة أرضاً آمنة تحتكم في كافة قضاياها إلى مؤسسات الدولة، وترفض فرض أي واقع بقوة السلاح أو التهديد.
خلفية الخبر
وكانت الأجهزة الأمنية في منفذ صرفيت بمحافظة المهرة قد اعتقلت الزايدي، في 7 يوليو الجاري، أثناء محاولته مغادرة البلاد بجواز دبلوماسي صادر عن سلطات الحوثيين غير المعترف بها دولياً.
وقد أثارت عملية اعتقاله توترات أمنية واسعة في المحافظة، بلغت ذروتها حين تعرّضت حملة عسكرية كانت مُكلّفة بنقل الزايدي من منفذ صرفيت إلى مدينة الغيضة لكمين مسلّح نصبته عناصر مجهولة في منطقة “دمقوت” بمديرية حوف.
وأسفر الكمين عن استشهاد العقيد عبدالله زايد، قائد كتيبة الدبابات في اللواء 137 مشاة بمحور الغيضة، بالإضافة إلى إصابة العقيد يحيى محمد أحمد الوشلي، أركان كتيبة المشاة في المحور ذاته، الذي توفي لاحقاً متأثراً بإصابته البليغة، فضلاً عن إصابة جنديين آخرين بجروح متفاوتة في هذا الكمين.
وخلال الأسابيع الماضية، مُورست ضغوط قبلية وأمنية مكثفة على السلطات المحلية في محافظة المهرة للإفراج عن الزايدي، وهو ما دفع السلطات المحلية والأمنية إلى فتح قنوات تواصل مع الوسطاء القبليين لاحتواء الموقف وتجنّب تفجّر الأوضاع في المحافظة الحدودية.
ويُعدّ الزايدي من أبرز مشايخ قبائل خولان، ويُصنّف كأحد الوجاهات القبلية المُقرّبة من قيادة مليشيات الحوثي، وهو ما يُفسّر الضغوط السياسية والقبلية التي مارستها المليشيات على سلطات المهرة، وأفضت الضغوطات والوساطات في نهاية المطاف إلى الإفراج عنه عبر اتفاق مشروط.