مأرب تتكلم 

كتب / حسين الصادر

استكملت مأرب العظيمة ست سنوات عجاف من الصراع مع المشروع الحوثي الفارسي، كانت مأرب العظيمة هي من جرّد لها المشروع حملاته العسكرية المبكرة وأستهدفها لا لشيء إلا لأن مارب هي حاضنة اليمنيين التاريخية وفيها ارشيف مجدهم وهويتهم التاريخية عرفهم العالم بها ،وهي الجذر التاريخي العروبي في جنوب جزيرة العرب.

خاض أبناء مأرب الأبطال ومعهم شرفاء الوطن المنازلة خلال ست سنوات عن وعي وإدراك، وشكلوا حزام وطني وعروبي عنوانه الدفاع عن الهوية التاريخية لليمنيين.

وشكلت المعركة وعيا وطنيا لدى ابناء مأرب خاصة أولئك الوطنيين الذين اتجهوا إلى مارب.

وكانت معركة الدفاع عن مأرب معركة جميع أبناء مأرب وجميع الوطنيين من أبناء اليمن مضاف إليها دم عروبي من الأشقاء في التحالف العربي.

لقد شكلت جغرافيا مأرب مساحة لمعركة وطنية ببعدها المحلي والوطني والقومي..فمأرب في نظر البعض محافظة نائية ثرية يجب أن يجري عليها ما جرى لمحافظات سيطرت عليها المليشيا.

هذا مفهوم خاطئ فكل النخب اليمنية تدرك أن مأرب هي المعادل الموضوعي للمشروع الحوثي، فسقوطها لا سمح الله يعني سقوط هوية وتاريخ ممتد لسبعة ألف سنة لصالح فكرة كهنوتية عمرها ألف عام تسبب وجودها في ايقاف النمو الحضاري لواحدة من أقدم الحضارات على وجه البسيطة.

ومن هنا لم ولن يقبل أبناء مأرب ومعهم كل نخب الوطن الشريفة ومعهم  العرب سقوط  مارب برمزيتها التاريخية.

إن مأرب كما علمنا التاريخ قادرة على سحق مشاريع المليشيا، فالعاصمة السبائية هي عمود التاريخ اليمني ومركزيته، لقد أيقظ مشروع المليشيات مأرب من سباتها العميق لتعود للعب دورها التاريخي، وتعيد صناعة مجدها الغائب تحت الشمس وفوق الأرض،  فعلى أسوارها هزمت امبراطوريات وشتت جيوش القيصر الروماني بقيادة اليوس جاليوس.

لقد ظلت مأرب غائبة عن صناعة الحدث حوالي الفين عام، واذا كان لمشروع المليشيات من حسنة فهو إيقاظ مارب السبئية من تحت الرمال لتنهض عملاقة عظيمة ، ان البلدوزر السبئي قادم من مأرب مبشرا بالسلام  والخير والبناء والعدالة لكل اليمنيين،  ومن المؤكد ان مارب العظيمة سوف تعيد سدنة الخرافة الكهنوتية الى كهوفهم فلا مكان لهم بين الأمم المتحضرة.

هكذا رأها أديب اليمن الكبير عبد العزيز المقالح في سبعينيات القرن الماضي وتنبأ بصعودها وخصها بديوانه “مأرب تتكلم “.

زر الذهاب إلى الأعلى