وكالة روسية تتوقع أخطر السيناريوهات المقبلة في اليمن
توقعت وكالة سبوتينيك الروسية في تقرير صحفي نشرته اليوم أخطر السيناريوهات المقبلة في اليمن في حال فشل اتفاق السويد الموقع بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي الانقلابية منتصف شهر ديسمبر من العام المنصرم
واوضحت بأن السنة الرابعة منذ اندلاع الحرب في اليمن وإعلان السعودية عن تشكيل تحالف عربي لإعادة الشرعية قاربت على الانتهاء دون ان يلوح في الافق اي بوادر لحلحلة الازمة اليمنية المعقدة.
بدأت الحملة بعاصفة أطلق عليها اسم “الحزم” ثم بعدها تحولت إلى “الأمل” الذي بات مفقودا لدى اليمنيين.
أكثر من ثلاث سنوات لم تنقطع فيها أصوات طلقات المدافع والصواريخ وأصوات الطائرات ومشاهد الدماء التي تسيل والأشلاء الممزقة وصفارات الإنذار وصرخات الأطفال والنساء فشلت خلالها كل مبادرات الحل.
نهاية العام الماضي 2018 وبعد جولات ومندوبين كثر للمنظمة الدولية، تم تعيين البريطاني الخبير في الشأن اليمني، مارتن غريفيث، مندوبا للسلام في اليمن واستطاع بعد عناء أن يصل إلى ما أطلق عليه “مشاورات السويد” والتي تمخضت عن اتفاق لوقف إطلاق النار في الحديدة في 18 يوما وهو ما لم يحدث، فتدخلت الأمم المتحدة بالقرارين 2451 و2452 لشرعنة تفاهمات الحديدة ولكن واجهت تلك القرارات عقبات كثيرة وتعنتا ولم تنقطع المعارك حتى هذه اللحظة.
هل فشلت مشاورات السويد بالكامل وذهبت إلى غير رجعة؟ أم أنها ما زالت قابلة للتطبيق والبناء عليها؟ وما هي السيناريوهات التي تنتظر اليمن حال الإعلان صراحة عن تلك النهاية؟ وما هي الحرب الشاملة التي يتحدث عنها الغرب في اليمن؟
يقول اللواء يحيى المهدي رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الشورى بصنعاء لـ”سبوتنيك”، إن التحالف لم ينفذ أي بند من بنود اتفاق السويد، وفي نفس التوقيت يحاول التقدم في الحديدة والمناطق الخاضعة للاتفاق، في ظل تواجد المبعوث الأممي وممثليه، فخروقات الاتفاق لم تنقطع وطالت كل شيء: المدنيين والمستشفيات والفنادق والمرافق العامة، في ظل استمرار الحصار المطبق على الحديدة والديرهمي.
وأشار المهدي إلى “السيناريوهات القادمة بعد أن وضعت السعودية والإمارات العراقيل أمام الاتفاق ظنا منهم أن التفاوض سيحقق لهم ما لم يحققوه في ساحات القتال” قائلا:
“لدينا خيارات عسكرية كبرى لم ولن يتوقعوها حال فشل الاتفاق، لأننا كنا نعلم جيدا أن هؤلاء لا يوفون بأي عهود ويحاولون كسب الوقت والتقدم على الأرض بسبب الضغوط الغربية الواقعة عليه، ويطلقون شعارات خداعية بأنهم يحاربون حتى تطهير اليمن من آخر مليشيا إيرانية”.
وأضاف رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي: “لم نفاجأ بما يقوم به التحالف لأنه ليس جديدا علينا وجربنا تلك السيناريوهات منذ العام 2004، وبعد تلك السنوات ما زال الشعب اليمني يرفع راية الصمود وفرض إرادته. نحن مستعدون لأي سيناريوهات قادمة وقادرون على حسم المعارك لصالحنا”.
أما عبد الستار الشميري رئيس مركز جهود للدراسات باليمن فأكد لـ”سبوتنيك” أن اتفاق السويد فشل بالفعل منذ الأسبوع الأول، والتداعيات التي يمكن أن تترتب على الإعلان الرسمي لفشل مشاورات السويد، هى عودة المعارك لمحيط الحديدة كما كانت في السابق.
وأضاف الشميري أن “الشرعية ستحاول أن تتجه نحو الميناء وبعض المناطق المحيطة فيما سيحاول الحوثيون الدفاع بشراسة، وتنشط جبهات الساحل الغربي بشكل عام في التحيتا وحيث والحديدة وجبهات كثيرة”.
ويرى الشميري “باختصار معركة الساحل الغربي والحديدة ستكون هى الفارق الوحيد التي توقف قليلا بعد اتفاق السويد، فلم يكن اليمنيون يعولون كثيرا على الاتفاق بأنه سيفضي إلى سلام حقيقي، بل كان هناك شيء من التفاؤل ظنا منهم أن الاتفاق قد يخفف وطأة الحرب على أبناء الحديدة ويعود النازحون وهو ما لم تحققه المشاورات والاتفاقات التي وقعت في السويد برعاية أممية، بشكل عام الحرب في اليمن هى حرب بطيئة جدا سواء في الحديدة أو في الجبهات الأخرى”.
وحول بعض المصطلحات الغربية التي تقول إن حربا شاملة ستندلع في اليمن حال فشل اتفاق السويد قال الشميري:
“هذه مبالغات إعلامية والحرب شاملة منذ بدايتها وبطيئة في نفس الوقت، جبهات القتال رغم أنها مفتوحة لكنها لا تعمل بوتيرة سريعة ولا توجد اشتباكات قوية وجادة في كل الجبهات، فالحرب القوية كانت في العام الأول من الحرب عندما أخرج الحوثيون من عدن وتحرير أجزاء من تعز”.
بعد ذلك —يضيف الشميري- تحولت الحرب إلى تحصيل حاصل وهى عبارة عن تبادل اشتباكات وإطلاق نار متقطع أسبوعيا أو شهريا تشهده بعض الجبهات ولم يحدث أي تغير جغرافي على الأرض باستثاء معركة الساحل الغربي، فلم تستطع الشرعية تحقيق مكاسب جديدة على الأرض ولم يستطع الحوثيون العودة إلى أماكن كانوا فيها.
“منذ ثلاث سنوات والخارطة الجغرافية للتموضعات العسكرية كما هي. كان الفارق الوحيد هو تمدد الشرعية في الشريط الساحلي في المخا حتى الحديدة بطول جغرافي 270 كم تقريبا”.
وقال الشميري إن “الحرب الشاملة موجودة الآن ولكنها بطيئة ونائمة في معظم الجبهات، وفي حال تردي اتفاق السويد تماما سوف تنشط جبهة الساحل الغربي وستعود معركة الحديدة من جديد، وقد تحتاج تلك المعركة لاشهر طويلة من أجل السيطرة على الحديدة، ومصطلح الحرب الشاملة متواجد من البداية ولكن تلك الحرب لم تحقق أهدافها لأنها عبارة عن هبات عسكرية تنفذ ثم تعود أدراجها وتغط في ثبات عميق”.