الذكرى الثالثة لتحرير بيحان

كتب / حسين الصادر
ما جعلني اكتب عن هذه الذكرى المجيدة هو اجتزاء البعض للواقع .
كانت معركة تحرير بيحان تتويجاً لجهد عسكري واستخباراتي لجنود مجهولين ورجال منهم من قضى نحبه ومنهم من لازال يعيش بيننا بصمت.
تعتبر معركة تحرير بيحان وقبلها حريب مارب وعين شبوه واحدة من أنجح العمليات العسكرية على مستوى مسرح العمليات على الخارطة اليمنية،
تحتل بيحان بمديرياتها اضافة الى حريب مارب اهمية استراتيجية عند المليشيات لقربها من حقول النفط كما ظلت تلك المليشيات تحتفظ بقدرتها النيرانية من الصواريخ المتنوعة وتشكل تهديد مباشر للمنشآت النفطية في صافر وجنه مما يعطيها قدرة على المناورة السياسية، ولم يكن انتزاع هذه المزايا من المليشيات يمر بطريق مفروشة بالورد.
لقد تجلت قدرات القادة قبل تحرير بيحان في عملية تحرير حريب مارب وعين شبوه في التاسع من مارس 2016 م ولم يستغرق تحرير تلك المديريات اكثر من 24 ساعة انهارت خلالها قوات المليشا خلال ساعات وبأقل خسائر بشرية.
وكان هذا العمل العسكري الذي انجزه اللواء 26 بقيادة اللواء بحيبح وقائد للواء الحزم الشهيد العميد احمد صالح العقيلي هو الخطوة الأولى لتحرير بيحان
وعلى الرغم من مرارة حرب الأستنزاف الذي استمر عشرين شهر حيث رابطت تلك الوحدات في منطقة الساق والكثبان الرملية المجاورة لمنطقة الساق وتكبدت الوحدتين خسائر بشرية وفقدت كوكبة من خيرة رجالها، ومع هذا لم تفتر او تكسر ارادة المقاتلين، وبدأت المليشيات تتلقى ضربات موجعة من وحدات المحور الأخرى ممثلة باللواء 19 واللواء 163 واللواء 121 في الصفراء وطوال السادة والهجر وغيرها من المناطق وكانت حرب الاستنزاف مكلفة لتلك الوحدات.وكانت مشاركة فعالة لمقاومة بيحان.
وفي منتصف ديسمبر من العام 2017م انطلقت عملية تحرير بيحان وكانت عملية نوعية وسريعة وخلال اقل من 72 ساعة تم انجاز معظم الاهداف وتم الاستيلاء على كميات كبيرة من عتاد العدو واسر مجموعات كبيرة وقدم التحالف العربي دعم جوي وأسناد لوجستي كبير للوحدات المشاركة في العملية.
وتم تأمين هذا النصر بالصعود الى شرق البيضاء في صيف العام 2018 م وتجاوز اصعب التضاريس
ويظل محور بيحان النموذج العسكري في توفر الارادة والقدرة والانجاز. والحفاظ على مكاسبه العسكرية،ونهني بمناسبة هذه الذكرى قائد محور بيحان اللواء الركن مفرح بحيبح وقيادات وحدات المحور.
الرحمة والخلود لجميع شهدائنا.