في ذكرى وفاته : الانباء اونلاين ينشر صوراً جديدة للشاعر البردوني ويسلط الضوء على أهم محطات حياته

الانباء اونلاين – خاص
تحل اليوم الذكرى السنوية لرحيل شاعر اليمن وأديبها الأبرز الشاعر والناقد والمؤرخ المعروف عبد الله البردوني التي تصادف الـ 30 من اغسطس / آب من كل عام ، لتعيد للاذهان مسيرة حياة واحداً من أهم الشعراء العرب المعاصرين ورمزا من رموز الشعر العمودي الحديث فهو أن مزج بين مزايا القصيدة العمودية المعروفة ومتطلبات ومكتسبات الحداثة الشعرية، ليقدم لنا نموذجا جديدا للقصيدة العربية العمودية بوجه جديد وبروح عصرية حديثة.
في هذه المادة ننشر صوراً جديدة للشاعر البردوني نشرها المصور الفوتوغرافي المعروف عبدالرحمن الغابري اليوم في صفحته في موقع فيسبوك لاحياء الذكرى الـ21 لرحيله
كما ننشر مقتطفات من سيرته الذاتية ويسلط الضوء على اهم المحطات في حياته الحافلة بالكثير من العطاء الفكري والأدبي و نستعرض اهم مؤلفاته فهي هذه المادة فإلى المحصلة .
صور جديدة
البداية مع المصور الفوتوغرافي والفنان المعروف عبد الرحمن الغابري الذي كتب عن الشاعر البردوني في ذكرى وفاته تحت عنوان (بإيجاز شديد) بما يليق بهذا الأنسان العظيم الذي ذاق مرارات وقساوة الحياة وحقد الانظمة الجاهلة بعبقريته.
مبينا ان البردوني هو من منحنا من عذاباته كل هذا الكم المعرفي وكل هذا التنبؤ وكل هذه الآمال بالمستقبل ، نسجها لنا وللأجيا ل فكتبها بحبر دمه و رحيق ازهار رأسه الاستثنائي!!
وقال الغابري في منشوره : البردوني يشرق دوما مع كل فجر يوم جديد منقوش الهيئة والاسم وأعماله في باطن الأرض وابنيتها وجبالها وسمائها وهوائها ووديانها واشجارها واحجارها.. البردوني يهطل من السماء كالمطر لأخصاب الأرض اليمنية بجميع والذي الثمار البردوني مخلدا كاليمن الخالد ..البردوني نبت وولد فيلسوفا من طينة يمنية. .. فهو فلاح يمني عجن من تراب ارضه
داعيا جميع من يود أن يكتب أو ينشر عن ألأستاذ عبد الله البردوني في ذكرى رحيله السنوية .. أن يقرأ ويتعلم بأمعان صوره الشعرية ومضامين قصائدة وكتاباته ذات الدلالات عميقة الهدف والفكر لا بالعاطفة ورغبة الكتابة والنشر كيفما كان عجنا وتهورا لإبراز صاحب القلم أو الريشة .
واوضح الغابري ان هناك أشخاص وصحف وإذاعات ومواقع وقنوات وحسابات وحركات وأحزاب يتناولون بأنتقاء قصائد وكتابات أستاذنا البردوني حسب ميولاتهم وإسقاط بعض ابيات قصائده على خصومهم وباهواء ذات أفق أضيق من الضيق .
وخاطبهم قائلا: اقتدوا واعتجنوا كما عجن من تربة أرضه فلا توظفوا شعره وكتاباته لميولاتكم العصبية واستعراض مواهبكم ضئيلة المعرفة والمستوى الهزيل.
ونشر الفنان الغابري في صفحته مجموعة من الصور الجديدة التي التقطها للشاعر البردوني لتوثيق مراحل مختلفة في حياته
وعاتب كل من يحاول ان يشوه الصور المنشورة في صفحته للبردوني او يقلل من دقتها اوينسخها من صدون وضوحها وبريقها الأصل او يتعمد محو توقيعه عليها ..راجيا أن لا تشوه تلك الصور وان لا ترسم الا كما صورت ونشرت مؤكدا انه متنازل عن ذكر إسمه في حالة أن كانت الرسمة جميلة او نشرت الصورة بدقتها والوانها كما نشرها هو.
للإطلاع على البوم الصور الجديدة للشاعر البردوني كاملا من صفحة المصور عبدالرحمن الغابري في الفيسبوك انقر هذا الرابط
ميلاده ونشأته
ولد البردوني عام 1929 في قرية البرَدُّون في محافظة ذمار وأصيب بالجدري الذي أدى إلى فقدانه بصره وهو في الخامسة من عمره، ولُقب على أثر ذلك بمعرّي اليمن نسبة إلى الشاعر الأعمى أبو العلاء المعري
تلقى تعليمه الأولي في كتّاب القرية قبل أن ينتقل مع أسرته إلى مدينة ذمار ويلتحق بالمدرسة الشمسية ويدرس فيها العلوم الدينية واللغوية في المدرسة الشمسية ثم انتقل بعد ذلك إلى صنعاء حيث واصل دراسته في المدرسة العلمية ودرس فيها العلوم ذاتها على يد عدد من كبار علماء اليمن في ذلك الحين ،ونال جائزة التفوق اللغوي من دار العلوم الشرعية.
بدأ البردوني ينظم الشعر وهو في سن الثالثة عشرة وغلب على معظم قصائده طابع الرومانسية والقومية والميل إلى السخرية والرثاء وكان أسلوب ونمطية شعره تميل إلى الحداثة عكس الشعراء القبليين في اليمن.
انتاجه الشعري والفكري
صدر للبردوني 26 كتاباً منها 15 ديواناً صدر أولها بعنوان «من أرض بلقيس» عام 1961 ثم توالت دواوينه الشعرية ابرزها (في طريق الفجر- مدينة الغد – لعيني أم بلقيس – السفر إلى الأيام الخضر – وجوه دخانية في مرايا الليل – زمان بلا نوعية – ترجمة رملية لأعراس الغبار -كائنات الشوق الآخر – رواغ المصابيح – جواب العصور – رجعة الحكيم بن زائد)
كما صدرت له مجموعة من الكتب الفكرية والتاريخية والسياسية التي تناولت تاريخ الشعر القديم والحديث والادب الشعبي في اليمن الادب الشعبي ومواضيع ادبية اخرى وتطرقت بعض مؤلفاته الى طبيعة الصراع بين النظام الجمهوري والملكي الذي أطيح به في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 أرخت للتطورات الاقتصادية والسياسية التي شهدها اليمن منذ العهد الملكي وحتى نهايات القرن العشرين
ولعل من ابرز مؤلفاته الفكرية: هي (رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه – قضايا يمنية – فنون الأدب الشعبي في اليمن – اليمن الجمهوري – الثقافة الشعبية تجارب وأقاويل يمنية – الثقافة والثورة -من أول قصيدة إلى آخر طلقة، دراسة في شعر الزبيري وحياته)
بالاضافة الى كتابه الاخير حمل عنوان «أشتات»، الذي ضم مجموعة من مقالاته المنشورة في الصحف اليمنية ليكون بذلك الكتاب الثامن للشاعر والذي صدر خارج اليمن ومنع رقابيا داخل الأراضي اليمنية، بجانب «العشق مرافئ العمر» و«شابت قرناء»
وقد نال من انتاجه الشعري والفكري الغزير العديد من الجوائز الشعرية ابرزها جائزة شوقي للشعر في القاهرة عام 1981، وجائزة السلطان العويس في الإمارات عام 1993، وجائزة أبي تمام في الموصل عام 1971، وجائزة اليونسكو التي أصدرت عملة فضية عليها صورته عام 1982.
توفي شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني في 30 أغسطس من العام 1999م عن عمر ناهز السبعين عاما