مخاوف من تحركات صينية روسية لإيجاد عملة عالمية بديلة عن الدولار الأمريكي

الانباء أونلاين – متابعات :

أثارت الخطوات التي قامت بها الصين مؤخرا بشأن شراء كميات كبيرة من الذهب، التكهنات والمخاوف بمساعيها للعمل مع روسيا لإطلاق عملة عالمية جديدة مدعومة بالذهب

وبالرغم أن  الدولتين لم تؤكدان بشكل رسمي مثل هذه الخطط  الهادفة إلى “خلع” الدولار الامريكي كعملة احتياط رئيسية عالميا، إلا أن الصين كثفت منذ بداية هذا العام من شراء كميات ضخمة من الذهب بصورة شهرين

في حين تخلت روسيا بشكل رسمي عن التعامل بالدولار الامريكي في كل عقود بيع الطاقة الروسية في خطوة جاءت ردا على العقوبات الامريكية والاوروبية التي فرضت عليها بعد غزوها  لأوكرانيا.

ويحذر بعض الخبراء من هذه التحركات الصينية الروسية التي تأتي متزامنة مع تنامي العلاقة الوثيقة بين موسكو وبكين مع قيام بقية العالم بعزل روسيا بعد الغزو، وتشير إلى احتمال محاولة الصين إطلاق عملة جديدة مدعومة بالذهب.

ويقول الباحث الاقتصادي في مركز الدراسات الآسيوية التابع لمؤسسة التراث، مين هوا تشيانغ: “يظل الدولار الأميركي العملة الأكثر أماناً والأكثر ملاءمة والأكثر استخداماً في آسيا والعالم اليوم.

مؤكدا انه لا توجد عملة أخرى (مدعومة بالذهب أو غير ذلك) قابلة للمقارنة مع الدولار ، ومن غير المرجح أن يتغير ذلك في المستقبل القريب”، بحسب”FOX Business”

من جانبه أشار زميل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، كريغ سينغلتون، إلى أن القادة الصينيين تحدثوا طوال عقدين عن إصلاح النظام المالي العالمي وإضعاف هيمنة الدولار.

وقال سينغلتون لشبكة فوكس: “يتركز عنصران في تلك الاستراتيجية حول تطوير نظام تجارة السلع العالمية على أساس اليوان والجهود التي تبذلها الصين، بالشراكة مع روسيا والدول الأخرى ذات التفكير المماثل، لتحدي هيمنة الدولار من خلال إنشاء عملة احتياطي جديدة”.

مشيرا الى أن بكين وموسكو تسعيان إلى بناء مجال نفوذ خاص بهما ووحدة عملة داخل هذا المجال، مما يحصن نفسيهما في الواقع من تهديد العقوبات الأميركية”.

بدوره أشار خبير التداول في شركة Asia Markets، فرانسيس هانت، أن استخدام الذهب لدعم العملة سيكون أفضل طريقة لبناء الثقة في العملة المذكورة، وقد تكون هذه العملة رقمية بطبيعتها لمنح الصين مزيداً من التدقيق في نشاط مواطنيها.

لكن الخبير تشيانغ قلل من أهمية النجاح المحتمل لعملة جديدة بسبب “حجم التجارة الصغير نسبياً” الذي من شأنه أن يحد من نموها، وأن العملة الرقمية سيكون من الصعب الترويج لها.

لافتا، إلى أنه في أغسطس 2022، تم إجراء 43% من المدفوعات العالمية بالدولار الأميركي، تليها 34% باليورو. وكان اليوان الصيني يمثل 2% فقط من إجمالي المدفوعات العالمية وفقاً لـ RMB Tracker.

وظهرت فكرة العملة الروسية الصينية المشتركة بشكل متكرر على مدار العقد الماضي، خاصة بعد أن افتتح البنك المركزي الروسي أول مكتب خارجي له في بكين في عام 2017.

واشترت الصين كميات قياسية من الذهب الامر الذي أثار بعض الدهشة والمخاوف حيث بلغت صادرات الذهب السويسري إلى الصين أعلى مستوى لها في 5 سنوات،

وتلقت بكين في يوليو وحده 80.1 طناً من الذهب بقيمة عند حوالي 4.6 مليار دولار – أكثر من ضعف الكمية التي تم شراؤها في يونيو والبالغة 32.5 طناً، وثاني أعلى رقم شهري منذ 2012، وفقاً لرويترز.

وتشير الإحصاءات المالية الدولية من مارس 2022 إلى أن الصين قد تمتلك سابع أكبر احتياطي من الذهب، مع وصول المزيد كل شهر.

 

تابعنا في Google News
زر الذهاب إلى الأعلى