الامم المتحدة تؤكد :الأزمة الإنسانية باليمن «تفوق الوصف»
اكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إن الأزمة الإنسانية في اليمن تفوق الوصف، وطالب بوضع حد لهذه الأزمة، وأشار إلى أن المدنيين في اليمن يعانون من القتال والدمار في المنشآت المدنية والطبية والمدارس، وأيضا من استمرار نقص المساعدات الإنسانية.
وأوضح المتحدث الأممي أن مبعوث المنظمة الدولية مارتن غريفث يعمل على الحد من هذهالأزمة الإنسانية عبر الانخراط في الحوار، وهو الرسالة التي يدعمها الأمين العام للأمم المتحدة
في سياق متصل، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنها وزعت مساعدات أساسية على ربع مليون نازح بسبب الحرب في اليمن، خلال الربع الأول من العام الجاري، جاء ذلك في تغريدة على تويتر نشرتها المنظمة عبر الحساب الرسمي لمكتبها باليمن.
وأوضحت المفوضية الأممية أن النازحين في اليمن يفتقرون غالبا إلى عناصر الحياة الأساسية، وذكرت أنها في إطار استجابتها لاحتياجات النازحين اليمنيين، تم تقديم مساعدات إلى أكثر من 250 ألف شخص بين يناير ومارس 2019.
وأفادت بأن هذه المساعدات تشمل الأدوات المنزلية الأساسية مثل البطانيات والفرش وأدوات المطبخ.
وتشير إحصاءات صادرة عن الأمم المتحدة إلى أن الحرب في اليمن أدت إلى نزوح أكثر من أربعة ملايين يمني (إجمالي عدد السكان نحو 28 مليونا).
في السياق، بعد 4 سنوات من الحرب والقتال بين مليشيات الحوثي والحكومة الشرعية ، ازداد عدد قتلى تلك المعارك، والذي وصل حسب إحصائية أممية لقرابة ربع مليون قتيل.
وأكد تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن حرب اليمن تسببت في تراجع التنمية البشرية في البلاد بمقدار 20 عاماً، ومقتل ربع مليون شخص بسبب العنف وغياب الرعاية الصحية وشح الغذاء.
ويستند التقرير الأممي، الذي صدر قبل أسبوع، إلى دراسة أعدها فريق باحثين من جامعة دنفر في الولايات المتحدة، تتناول انعكاسات الصراع باليمن على مسار تحقيق أولويات التنمية التي اعتمدتها الدول الأعضاء في خطة 2030 للتنمية المستدامة.
وتوقع التقرير أنه إذا انتهى الصراع عام 2019 فسيبلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية قرابة 88.8 مليار دولار، وإذا انتهى عام 2022 فسيكون معدل التراجع في مكاسب التنمية قرابة 26 عاماً.
يذكر أن تحالفا عسكريا تقوده السعودية يقوم، منذ 26 مارس 2015، بعمليات عسكرية لدعم قوات الجيش اليمني الموالية لرئيس البلاد عبد ربه منصور هادي لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة “أنصار الله” في كانون الثاني/يناير من العام ذاته.
وبفعل العمليات العسكرية، التي تدور منذ مارس 2015، يعاني اليمن حالياً أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فبحسب الأمم المتحدة قتل وجرح آلاف المدنيين ونزح مئات الآلاف من منازلهم، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي 75 بالمئة من السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.
وتتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في مدن اليمن بشكل متسارع يسابق إيقاع الحرب التي تضرب البلاد منذُ أكثر من عامين، ومع انهيار الدولة اليمنية في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014 اتسعت رقعة الفقر والجوع بشكل كبير ينذر بكارثة إنسانية في المدينة “السمراء”.
وتصاعدت الحرب بين مليشيات الحوثي وقوات الحكومة الشرعية في مارس 2015، عندما هرب هادي إلى السعودية وتدخل التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن.
وفشلت كل المفاوضات ومحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ سيطرة مليشيات الحوثي على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وتدخُّل تحالف عسكري بقيادة السعودية بالنزاع في مارس 2015، بحجة دعم حكومة هادي.
ومنذ ذلك الحين، قتلت الحرب قرابة عشرة آلاف شخص وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، رغم أن منظمات حقوق الإنسان تقول إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.
وتصف الأمم المتحدة الازمة الانسانية في اليمن بـ”الأسوأ في العالم”، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.