لماذا «طوفان الأقصى»؟ .. «حماس» ترد : هذه رويتنا
الأنباء أونلاين – وليد الجبر:
عرضت حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» أكثر من مرة عن روايتها بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023، وقدمت في أكثر من مناسبة أهم الأسباب التي دفعتها لتنفيذ عمليتها العسكرية الأشهر التي أطلقت عليها اسم “طوفان الأقصى”، مُؤكّدةً أنها جاءت ردًّا على مُعاناة الشعب الفلسطيني المُستمرة تحت الاحتلال الإسرائيلي.
الأنباء أونلاين يستعرض أبرز ما جاء في الرواية التي نشرها المركز الإعلامي لحركة حماس في وقت سابق بعنوان “هذه روايتنا .. لماذا طوفان الأقصى؟”، فإلى المحصلة:
السياق التاريخي
في البداية، تحدثت حركة حماس في مستهل روايتها المكونة من 16 صفحة عن السياق التاريخي والسياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأكدت أن جذور هذا الصراع تعود إلى ما قبل عام 1948، وتاريخ طويل من المُعاناة الفلسطينية تحت الاحتلال، بدايةً بالانتداب البريطاني، ثم الاحتلال الإسرائيلي، مُرورًا بنكبة 1948، ونكسة 1967، وصولاً إلى الوقت الحاضر.
وسلّطت رواية حماس الضوء على بعض جوانب المُعاناة الفلسطينية الطويلة تحت الاحتلال الإسرائيلي، بدءًا من مُصادرة إسرائيل المُمنهجة للأراضي الفلسطينية، وبناء المُستوطنات، وتقطيع أوصال الضفّة الغربية، وعزل مدينة القدس، مرورًا بالحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ عام 2006، مُسببةً أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث يعيشها سكان القطاع منذ قرابة عقدين.
وتطرقت الرواية إلى الاعتداءات المتكررة للوزراء الصهاينة المتطرفين في حكومة الاحتلال وقطعان المستوطنين على المسجد الأقصى المبارك والمرابطين في باحاته، وعلى كافة المُقدّسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة، وصولًا إلى المُحاولات الصهيونية المتواصلة لتغيير الوضع القائم فيه، باعتبارها استفزازًا لمشاعر المُسلمين.
مشيرةً إلى سلسلة من الانتهاكات الوحشية والمروعة التي ارتكبتها حكومات الكيان الصهيوني للحقوق الإنسانية الفلسطينية، والتنكيل بالفلسطينيين في كافة الأراضي المحتلة، بما في ذلك جرائم القتل والاغتيالات والاختطافات وحملات الاعتقالات التعسفية، وتعذيب الأسرى والمختطفين، وحرمانهم من الرعاية الصحية وأبرز حقوقهم الأساسية في كل معتقلاته وسجونه، فضلاً عن هدم منازل الفلسطينيين وتهجيرهم من قراهم.
الدوافع والأسباب
وسردت حركة حماس في روايتها مجموعة من الأسباب والمبررات الرئيسية التي دفعتها لإطلاق عمليتها العسكرية الأشهر “طوفان الأقصى”، والتي تأتي في مقدمتها فشل المفاوضات، وتعثر جميع مُحاولات التسوية السلمية مع حكومة الاحتلال، محملةً هذه الحكومة الصهيونية مسؤولية هذا الفشل بسبب تعنتها ورفضها تنفيذ الاتفاقيات السابقة معها.
بالإضافة إلى تأكيد حق الشعب الفلسطيني في مُقاومة الاحتلال بكافة أشكال المقاومة، بما فيها الكفاح المسلح، باعتباره حقًا مشروعًا تكفله القوانين الدولية. واعتبرت أن عملية “طوفان الأقصى” هي ردة فعلٍ على استمرار العدوان الإسرائيلي، والانتهاكات المُتكررة ضد الشعب الفلسطيني ومُقدّساته.
مشيرةً إلى أن أحد أهم أهدافها العسكرية لإطلاق عملية “طوفان الأقصى” هو كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية لسُكّان القطاع المحاصر منذ 18 عامًا.
ادعاءات إسرائيلية
وفنّدت حركة حماس الرواية الإسرائيلية المتعلقة بمعركة “طوفان الأقصى”، التي دعمتها الإعلام الغربي ومعظم مؤسساته بكل ثقلها، وتبنت السردية الصهيونية بكل تفاصيلها في تغطياتها للأحداث التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023، مظهرةً انحيازها الكامل للاحتلال الإسرائيلي.
ودحضت حركة حماس في روايتها أبرز الأكاذيب والادعاءات الصهيونية، التي روجت لها العديد من وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية والعالمية بشكل واسع، وتجاهلت في المقابل الرواية الفلسطينية بشأن أحداث 7 أكتوبر، ورد فصائل المقاومة على ادعاءات الاحتلال بشأن عملياتها العسكرية، كما تجاهلت مجازر الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة ومعاناة الفلسطينيين من عدوانه المستمر على القطاع.
مؤكدةً أن جميع عملياتها العسكرية ضمن معركة “طوفان الأقصى” استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية، وهدفت إلى أسر جنود إسرائيليين بهدف التفاوض مع حكومة الاحتلال لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجونها.
وجددت حركة حماس التزامها بالقوانين الإنسانية وعدم استهدافها للمدنيين الإسرائيليين في جميع عملياتها العسكرية، ونوّهت إلى أن أي أضرار قد تحدث لهم هي غير مقصودة. مجددةً التأكيد على أن الادعاءات الإسرائيلية بشأن استهداف مقاتليها للمدنيين الإسرائيليين هي محض افتراء، وأن المصادر الإسرائيلية غالبًا ما تزيف الحقائق.
مطالب حماس :
أوضحت حركة حماس أنها حركة تحرر وطني ذات فكر إسلامي معتدل، تنبذ التطرف وتؤمن بقيم الحق والعدل، وأن كفاحها المسلح في هذا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس موجها ضد اليهود كديانة، بل ضد الصهاينة الذين يحتلون الأرض ويدمرون حقوق الفلسطينيين، معبرةً عن رفضها الشديد لاستغلال معاناة اليهود في أوروبا لتبرير قهر الشعب الفلسطيني.
واستعرضت حركة حماس في روايتها عدة مطالب عاجلة، أهمها وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفتح المعابر، وفك الحصار، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، وكذلك توفير مستلزمات الإعمار.
كما تضمنت مطالب استراتيجية أبرزها: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكامل الأراضي الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية مُستقلة وعاصمتها القدس، وضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ودعت حركة حماس كل الشعوب في جميع دول العالم إلى تحمل المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني، وتشكيل حركة عالمية للتضامن معه ودعم نضاله الوطني المشروع من أجل الحرية والاستقلال، وتأكيد حقه في الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال بكل الوسائل.
كما دعت الدول الكبرى، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، إلى دعم المسار القانوني للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد الفلسطينيين، وفي مقدمتها تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية نحو تحقيق دولي نزيه في كل تلك الجرائم.
مشددةً على ضرورة ممارسة الضغط الكافي على كل الحكومات الغربية الداعمة للاحتلال، لوقف دعمها غير المشروط، والتوقف عن ازدواجية المعايير والتعاطي مع انتهاكات الاحتلال، مما يشجع على استمرارها، والضغط على الاحتلال للالتزام بالقوانين الدولية وحقوق الإنسان.