حرب الجواسيس تتصاعد..إسرائيل تعتقل عملاء لإيران وطهران ترد بالإعدامات والاعتقالات”

الأنباء أونلاين – متابعات :
في تصعيد لافت للحرب الاستخباراتية بين إيران وإسرائيل، أعلنت أجهزة الأمن في البلدين عن تنفيذ عمليات اعتقال متزامنة طالت متهمين بالتجسس لصالح الطرف الآخر، في مشهد يعكس عمق المواجهة الأمنية المستترة بين الجانبين.
ففي إسرائيل، كشفت المخابرات الإسرائيلية، اليوم الاثنين، عن توقيف مواطن إسرائيلي بشبهة التجسس لصالح إيران، دون أن تكشف عن تفاصيل إضافية.
وجاء هذا الإعلان بعد يوم واحد من إعلان الشرطة الإسرائيلية القبض على إسرائيليين اثنين بتهمة “التخابر مع جهات استخباراتية إيرانية”، في عملية مشتركة مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) ووحدة “اليمام” الخاصة، بحسب ما أفادت به وكالة فرانس برس.
في المقابل، أعلنت إيران اليوم أنها اعتقلت عشرات من “المخربين والجواسيس” المرتبطين بإسرائيل منذ اندلاع التصعيد العسكري يوم الجمعة الفائت. وذكرت مصادر رسمية أن السلطات الأمنية أعدمت المواطن الإيراني إسماعيل فكري بعد إدانته بالتجسس لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي.
وأفاد قائد الشرطة الإيرانية، أحمد رضا رادان، في مقابلة تلفزيونية، باعتقال العديد ممن وصفهم بـ”الخونة”، في مناطق مختلفة من البلاد، بما فيها إقليم البرز ومدن في شمال البلاد ووسطها، مؤكداً الكشف عن خلايا مرتبطة بالموساد نفذت عمليات اغتيال وتخريب.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد وجّه تحذيراً شديد اللهجة، السبت الماضي، من التعامل مع جهاز الموساد بأي شكل من الأشكال، مؤكداً أن أي تعاون استخباراتي أو حتى “نشاط إعلامي وثقافي” يصب في مصلحة إسرائيل سيواجه أشد العقوبات.
وفي ظل هذه المواجهة، بثت إسرائيل الجمعة الماضية مقاطع مصورة تظهر عناصر من الموساد داخل إيران وهم يطلقون طائرات مسيّرة نحو أهداف عسكرية حساسة، فيما كشفت مصادر استخباراتية أن وحدات من الموساد توغلت في العمق الإيراني خلال السنوات الأخيرة ودربت عملاء محليين ونقلت معدات تجسسية عبر وسطاء دون علمهم.
و تتصاعد المواجهات بين طهران وتل أبيب على أكثر من جبهة، وفي أكثر من صعيد أبرزها ملف الاغتيالات الذي طالت فيه إسرائيل عدداً من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، ما اعتبره مراقبون دليلاً على اختراق استخباراتي غير مسبوق داخل الأراضي الإيرانية.
ويعكس هذا التبادل المتصاعد للاتهامات والعمليات الأمنية حجم التوتر والعداء العميق بين الدولتين، وسط تحذيرات من أن تتطور الحرب السرية إلى صدامات مفتوحة على الأرض أو في الفضاء السيبراني.