مدرسة 7 يوليو للنازحين :مبادرة تعليمية ناجحة مولها رجل أعمال في مأرب «تقرير»
الأنباء أونلاين – إسحاق الحميري:
تحتضن محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن)، أكثر من مليوني نازح، الأمر الذي أدى إلى تزايد حجم فجوة الاحتياجات المتصاعدة مقابل انحسار دور التدخلات الإنسانية للشركاء من المنظمات الأممية والدولية والإقليمية، ما يجعل العبء كاملا على عاتق السلطات المحلية والمكاتب التنفيذية.
و يمثل القطاع الخاص، وقطاع الاستثمار ركيزة أساسية لاستعادة النشاط الاقتصادي في المحافظة، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، في ظل ما تقدمه السلطات المحلية في مأرب من تسهيلات للمستثمرين والشركات الاستثمارية المختلفة بالمحافظة.
وخلال السنوات الأخيرة شهد القطاع الخاص في مأرب انتعاشا كبيرا، ويقول مراقبون إن بيئة الاستثمار المشجعة دفعت العشرات من رجال المال والأعمال لافتتاح مشاريع استثمارية عملاقة في مأرب.
وفي المقابل ظلت إسهامات القطاع الخاص في مساندة جهود السلطات المحلية في مأرب لتغطية الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف في إطار محدود ولا يكاد يذكر، رغم المسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقه في تبني والاسهام في تقديم مشاريع خدمية تعود بالنفع على المجتمع.
خلال العشر السنوات الماضية التي استقبلت فيها مأرب أكثر من 2 مليون و300 ألف نازح ظلت المشاريع التعليمية لاستيعاب طلاب النازحين والمجتمع المضيف مقصورة على السلطات الحكومية والمنظمات فيما غاب القطاع الخاص عن دوره في هذا الجانب.
ومنذ ظهور أول مدرسة أسهم بها القطاع الخاص في محافظة مأرب لأطفال النازحين عام 2019، ظلت تلك المدرسة المبادرة وحيدة حتى اليوم، ولم تشهد مخيمات النزوح أي مشاريع تعليمية أسم بها القطاع الخاص المزدهر في مأرب.
7 يوليو نموذجًا
تقع مدرسة 7 يوليو الأساسية التي أسهم بها رجل الأعمال “محمد الخراز” في مخيم الكويت للنازحين بحي النسيم شمال شرق مدينة مأرب، وهي المشروع الوحيد أوساط النازحين الذي أسهم به القطاع الخاص منذ العام 2015 حين بدأت جموع النازحين تتدفق نحو محافظة مأرب.
يقول رجل الأعمال “الخراز” لـ”يمن ديلي نيوز”: “واجب على جميع رجال الأعمال والمستثمرين، خصوصا في هذه المرحلة التي تمر بها اليمن خصوصا محافظة مأرب التي تحتوي على أكبر عدد من النازحين أن يقوموا بواجبهم للتخفيف من معاناة النازحين إلى جانب السلطة المحلية”.
وأضاف: “كل من يستطيع أن يقدم شيء من التجار ورجال الأعمال، من أجل تخفيف معاناة النازحين والمجتمع المضيف في ظل اكتظاظ المحافظة بأكثر من مليوني نازح، فلا يتأخر، فهؤلاء النازحين بحاجة لتعليم أبناءهم، وبحاجة للعلاج وبحاجة للمأوى، وكل من يستطيع أن يقدم شيء فلا يتأخر”.
وعن دافعه لبناء هذه المدرسة، يقول “الخراز” لـ“يمن ديلي نيوز”، إنه “عندما وصل إلى المنطقة، لم يكن هناك مدرسة، وكان أبناء المنطقة يقطعون مسافات طويلة للتعليم، الأمر الذي دفعه لبنائها”.
وقال: “عندما وصلت المنطقة في 2016 كان يوجد خيمة واحدة، يتم فيها تدريس الفصول الأول والثاني والثالث، فطلبت من أهالي المنطقة قطعة أرض، فتبرع بها شخصين، ومن ثم بدأ البناء في نهاية 2017 وبدأ التعليم فيها في مطلع العام 2019”.
مر بناء المدرسة، وفق الخراز، بمرحلتين “الأولى بناء ستة فصول ومكتب الإدارة وكلفت 80 مليون ريال، وتم تسليمها لمكتب التربية في المحافظة الذي تكفل بالمدرسين ورواتبهم، والكتب وغيرها.
وتمثلت المرحلة الثانية في بناء 8 فصول، ستة منها في الدور الثاني واثنين في الحوش، بالإضافة إلى توسيع الإدارة، وعمل هنجر لحوش المدرسة، وبناء دورة مياة”، مشيرًا إلى أن “العمل في المرحلة الثانية لايزال قائم ولم يجمع التكلفة كاملة حتى الآن”.
واعتبر “الخراز” القيام بمثل تلك المشاريع “واجب على رجال الأعمال، فبناء المدارس، إلى جانب كونه واجب إنساني ووطني، فهو أيضا عمل خيري يعادل بناء المساجد”، حسب قوله.
وفي حديثه لـ“يمن ديلي نيوز”، وجه “الخراز” رسالة إلى رجال الأعمال والتجار والقطاع الخاص بالقيام بمثل هذه المبادرات، ودعم العملية التعليمية والتي قال إنها “تعتبر من أهم مقومات بناء المجتمع”
منوهًا إلى أهمية بناء المرافق الصحية وغيرها من المشاريع التي تخفف من معاناة المواطنين والنازحين وتساهم في بناء المجتمع.
وعن عدد الطلاب اللذين استفادوا من المدرسة، قال نائب مدير المدرسة “نائف البيل”، إن عدد الطلاب بلغ 320 طالبا وطالبة (180 طالبا، و140 طالبة)، مشيرًا إلى أن المدرسة “أسهمت في تخفيف معاناة الطلاب النازحين للحصول على التعليم كونها في مكان متوسط لمخيمات النزوح”.
وفي حديث لـ“يمن ديلي نيوز”، وجه “البيل” رسالة لرجال المال والأعمال لأن “يحذو حذو الخراز، في بناء المدارس” التي قال إنها “ستخرج الدكتور، والمعلم، والمهندس، والعالم”، لافتا إلى أن السلطات تواجه عجز لبناء المدارس وتوفير المعلمين والمعلمات.
بدوره، يقول مسؤول مخيم الكويت للنازحين، “كهلان” إن “مدرسة 7 يوليو “أسهمت في تخفيف معاناة طلاب المخيم والمناطق المجاورة بشكل عام”، مشيرًا إلى أنه لم يكن هناك مدرسة إلا في المجمع فكان الطلاب يعانون من طول المسافة وتكلفة المواصلات”.
ولفت في حديثه لـ“يمن ديلي نيوز”، إلى أن أغلب الطالبات تركن تعليمهن لعدم وجود في المنطقة، مستدركا بالقول: “لكن بفضل الله تعالى وفضل محمد الخراز الذي بنى المدرسة بالمخيم واصلن الفتيات تعليمهن والحمد لله”، لافتا إلى أن الكثافة الطلابية في المدرسة تتطلب توسعة وإضافة بفصول دراسية جديدة.
نقلا عن موقع يمن ديلي نيوز